responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تكمله أمل الآمل نویسنده : الصدر، السيد حسن    جلد : 5  صفحه : 336

يتكلّم على شاكلته. فلا و اللّه، لم يسمع منه كلمة سوء لمستحقّها، و لا غبر في وجه أحد قط، و لا جازى مسيئا إلاّ بالإحسان، و لا خاطبه إلا بأحسن لسان، مع التبسّم في وجهه و الاعتذار منه. و هذا و اللّه هو الخلق العظيم الذي ورثه من جدّه سيد المرسلين، و قد أحسن و أجاد السيد حيدر الشاعر الحلّي حيث يقول في مدح سيدنا الأستاذ:

كذا فلتكن عترة المرسلين # و إلاّ فما الفخر يا فاخر [1]

و كان إذا نظر في وجه رجل عرف واقعه، و له في تفرّساته حكايات تجري مجرى الكرامات. كأنّ اللّه سبحانه قد أعطاه عقلا و فهما و فراسة لم يعطها أحدا من أهل عصره. و لو أردت ذكر تفرّساته و توسّماته، كان ذلك كتابا مستقلاّ ضخما.

و أمّا سعة باله و حافظته، فشي‌ء يحيّر العقول. كان لا ينسى من رآه مرّة واحدة و غاب عنه عشرين سنة. فإذا دخل عليه عرفه بمجرّد دخوله، بل رأيت من دخل عليه ليلا، و هو شاب ليس في عارضيه نبات و غاب عنه أربع عشرة سنة، فدخل عليه و هو ذو لحية كثيفة فبمجرّد أن سلّم عليه قال له: عليكم السلام جناب شيخ حسين، يشترط في المهاجر إلى العلم في النجف أن لا يزور سامراء أربع عشرة سنة، جنابك جئت إلى هنا لمّا جئت من جبل عامل، و الآن أظنّك تريد الرواح إلى جبل عامل.

فقال: نعم يا سيدي أريد الرواح إلى البلاد إن شاء اللّه بتوجيهاتكم.

فلمّا خرجنا قال لي الشيخ حسين المذكور: هذا و اللّه عجب العجاب. أنا كنت قد دخلت عليه قبل أربع عشرة سنة، و لا شعرة في


[1] ديوان السيد حيدر 1/43، و قد وردت كلمة «الأنبياء» بدلا من المرسلين.

نام کتاب : تكمله أمل الآمل نویسنده : الصدر، السيد حسن    جلد : 5  صفحه : 336
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست