responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تكمله أمل الآمل نویسنده : الصدر، السيد حسن    جلد : 5  صفحه : 334

الدقيق، يشقّ الشعرة، و يدرك الذرّة، له الأفكار و الأبكار التي لم يهتد إليها المضطلعون، و لا حام حولها المحقّقون.

قد فتح اللّه سبحانه عليه باب فهم المطالب، و هداه إلى كيفيّة الوصول إلى حقيقة الحقائق، و إذا قست أنظاره و تحقيقاته و تنبيهاته في علم إلى أنظار كلّ محقّق في ذلك العلم تجدها كالقمر البازغ في النجوم، و كلّها متماثلة في العلو لا كغيره.

ترى له الأنظار العالية و الدنيّة. لم تر عين الزمان مثل دقائق أفكاره و خفايا آثاره و أنظاره، قد خلت عنها كتب المحقّقين من أهل الأنظار و سائر الشيوخ الكبار، لم يسبقه أحد إليها، و لا حام طائر فكر فقيه قبله عليها.

كان-قدّس اللّه روحه-إذا أراد تدريس كتاب من أبواب الفقه بحث عن مشكلات مسائله، و ترك التعرّض لسواها، و لا ينتفع من بحثه إلاّ من كان قد أحاط بأقوال المسألة و أدلّتها، و أخذ بجوامع أطرافها، و لم يبق عليه إلاّ تحقيق مشكلاتها، و تنقيح حقائقها، فيتكلّم حينئذ معه في تلقّي ذلك عنه.

و من قصر مقامه عن التكلّم في مجلس درس سيدنا الأستاذ قلّ انتفاعه منه إلاّ أن يحصّله من الأفاضل المقرّرين للدرس، و كنت ممّن يقرّر الدرس لبعض التلامذة، و أكتبه. و ما كان يقدر على كتابته إلاّ القليل من الأصحاب، و كان هو-قدّس سرّه-يكتب قبل الدرس أنظاره و أفكاره التي يريد تدريسها حسبما حدّثني به هو، قدّس سرّه.

قال: و أصل وضعي في المطالعة أن آخد القلم و أكتب ما في فكري، و أفكّر فيه، لكنّي أكتب ذلك على الأوراق الباطلة، و بين سطور المكاتيب و الخطوط التي ترسل إليّ على ترتيب، و لا في كتاب. و كان‌

نام کتاب : تكمله أمل الآمل نویسنده : الصدر، السيد حسن    جلد : 5  صفحه : 334
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست