نام کتاب : تكمله أمل الآمل نویسنده : الصدر، السيد حسن جلد : 5 صفحه : 188
و كان الحصن الحصين للسفراء لأنه المبرّز المتصدّر المشهور في ترويج المذهب و تأسيسه عند الخاصّة و العامّة دونهم.
قال ابن الأثير في الباب الرابع من كتاب النبوّة من كتاب جامع الأصول عند عدّه من كان مجدّدا لمذهب الإماميّة على رأس المائة ما لفظه: على رأس المائة الأولى محمد بن علي الباقر عليه السّلام، و على رأس المائة الثانية علي بن موسى الرضا عليه السّلام، و على رأس المائة الثالثة أبو جعفر محمد بن يعقوب الرازي، و على رأس المائة الرابعة المرتضى الموسوي أخو الرضي الشاعر. انتهى [1] .
و من كان من أهل العلم بتاريخ ذلك العصر علم أنه الزمان الحرج على الإماميّة لشدّة التقيّة فيه، فيعلم حينئذ علوّ مقام أبي جعفر الكليني، و قوّة نفسه، و علوّ همّته، و كمال جلادته و كفايته للقيام في مثل هذا الزمان في الرئاسة الشرعيّة للإماميّة. فحقّ للمحقّق الكركي أن يقول عند ذكره: لم يعلم في الأصحاب مثله.
و للسيد بحر العلوم أن يقول: ثقة الإسلام، و شيخ المشايخ الأعلام، و مروّج الذهب في غيبة الإمام عليه السّلام [2] .
قلت: و من أعظم ترويجاته تأليفه لهذا المهذّب الصافي المعروف بـ:
1-الكافي، جمع فيه ستة عشر ألفا و مائة و تسعة و تسعين حديثا في الأصول و تمام الفروع. ألّفه في مدّة عشرين سنة، قطع آباط الإبل في جمعه، و ذكر تمام سلسلة السند بينه و بين المعصوم، و تلك أعظم خدمة للدين عند أهل العلم بالحديث، و لذا صار أضبط الكتب الأربعة و أجلّها.