و اما الفرق فى التمنى بين انشائه و اخباره و كذا فى الترجى و حروف التشبيه و النداء و غيرها بالنسبة الى الانشاء و الاخبار، فان الانشاء منها هو ان المنشا فردا من المعانى بهذه المذكورات على المشهور كقوله فيا ليت الشباب لنا يعود يوما فهو كما قال شيخنا الحائرى (قده) انه بالاستعمال يوجد فردا من هذه المفاهيم كقول القائل يا زيد اذ به يوجد فردا من معنى النداء، و هذا بخلاف الاخبار بها فانها حينئذ كانت تحكى عن نسبة واقعة فى الخارج اذ قوله تمنيت و ترجيت يكون اخبارا عن نسبة جزئية واقعة و لهذا قال بعضهم بالفرق بين المعانى الحرفية ففى امثال المذكورات تكون ايجادية و فى غيرها اخبارية، و لكن الحق عدم الفرق بينهما فكلها اخطارية محضة غير مغفول عنها و ان كان بين انحائها فرق.
و قد اشكل على ما نقول من القول بالحكاية، ان هذا يوجب دورا و تقديم الشيء على نفسه لان الحكاية تتوقف على المحكى الخارجى و حينئذ لو كان المحكى متوقفا عليها لزم الدور.
و دفعه واضح لان لنا محكيا بالذات و محكيا بالعرض فالمحكى بالذات هنا هو شيء خفى موجود فى النفس و الحكاية متوقفة عليه و اما المحكى بالعرض فهو الخارج الذى توقف على الحكاية فليس المتوقف عين المتوقف عليه فلا دور.
تذييل:
فى بيان ثمرات المباحث الثلاثة، المعنى الحرفى و وضعه و بيان الفرق بين الاخبار و الانشاء.