و تحقيق المقام فيه يحتاج الى بسط الكلام في مقامات.
المقام الاول في المعنى الحرفى
و كان الاحتمالات بل الاقوال هنا كثيرة:
القول الاول: [ان الحرف لا معنى له اصلا ...]
هو ان الحرف لا معنى له اصلا بل علامة على خصوصية في مدخوله فيكون حاله كحال الاعراب من الضمة و الفتحة و الكسرة فان الكلمة في بعض الاحوال معروضة للضمة و في بعضها معروضة للفتحة و في بعضها الآخر للكسرة و كل واحد منها يدل على وجود خصوصية في مدخوله و هو علامة عليها.
و الحروف كذلك فان الدار مثلا اذا لوحظت مع العوارض كما اذا كانت ظرفا او مبدأ للحركة او غير ذلك تحتاج الى جعل علامة فانها اذا كانت ظرفا لزيد فتكون العلامة على الظرفية لفظ (في) و كذا اذا كانت مبدأ للحركة تكون علامتها لفظ (من) و غير ذلك من العلائم.
فالحروف علامات كعلامات الاعراب من حيث انها لا تفيد معنا الا مجرد كونها علامة لتلك الخصوصيات الملحوظة [1].
(و فيه) ان الحروف كانت تدل على ربط خاص و نسبة خاصة بين طرفيها