ان ملاك البحث فى وجوب المقدمة هو توقف احد الوجودين المستقلين على الآخر عند تحققه فى الخارج فيعتبر فى المقام امران الاول توقف احدهما على الآخر و الثانى استقلال كل واحد منهما فى العين الخارجى.
و عليه يخرج عن محل الكلام موارد عديدة.
منها المتلازمان فى الوجود لعدم توقف احدهما على الآخر.
منها- الطبيعى و مصاديقه لعدم استقلال كل واحد منهما فى الوجود بل الثانى ظرف للاول فى وجوده.
منها- اجزاء الماهية المركبة فانها و ان كانت متقدمة عليها بالتجوهر و يمتاز كل واحد منها فى الوجود عن الآخر إلّا انها لا امتياز بينها بعد الامتزاج فى تحقق الماهية فى الخارج.
منها- تقدم الواحد على الاثنين لعدم التوقف و التلازم بينها لان التقدّم و التأخّر بينهما طبعى لا عقلى.
منها- الحدوث و البقاء لانه و ان كان بقاء الشيء يتوقف على حدوثه إلّا ان البقاء و الحدوث عنوانان منتزعان من وجود واحد مسبوق بالعدم و استمراره اذ الباقى هو عين الحادث عرفا.
منها- اجزاء الداخليّة اعنى اجزاء الماهية المركبة لان الاجزاء عين الكل فى الخارج، و توضيحه ان الاجزاء تنقسم بعنوان الداخلية و الخارجيّة اما الاجزاء الخارجية فهى مسماة بالمقدمات الخارجية عند القوم و هى عبارة عن العلة التامة من المقتضى و الشرط و المعد و عدم المانع و لا مانع من جريان النزاع فى جميعها لتحقق الملاك اعنى التوقف على كلّ واحد منها.