responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تقريرات الأصول نویسنده : الآملي، الميرزا هاشم    جلد : 1  صفحه : 258

بالخروج عن مكان المغصوب، و نحن نحكم بصحة الصلاة فى المثالين لما هو المختار عندنا من كون المصلحة فى المراد و هى موجودة بحالها حتى فى صورة المعارضة.

(التنبيه الثالث)

قوله تعالى فى الحديث القدسى (يا بن آدم بمشيئتى كنت انت الذى تشاء فانت اولى بسيئاتك منى و انا اولى بحسناتك منك) فانه ربما تورد هنا شبهة على هذا الحديث، و حاصلها ان نسبة الحسنات الى البارى فقط مع كون العبد في مقام الطاعة و المعصية له نسبة واحدة حيث ان الفعل سواء كان طاعة او معصية ينسب الى العبد من جهة و الى اللّه تعالى من جهة فما وجه الاولوية فى نسبة الحسنات الى اللّه تعالى و فى السيئات الى العبد المسكين و هل هو الا الجبر.

و اما الجواب عنها فهو تارة بملاحظة النظام التشريعى و تارة بلحاظ النظام التكوينى، اما الاول فان اللّه تعالى خلق الانسان و ألهمه الحسن و القبح بسبب العقل و قد قال تعالى‌ (وَ نَفْسٍ وَ ما سَوَّاها فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها) [1] و مع ذلك فهو الذى بعث فى الاميين رسلا فى هدايتهم و تقويتهم العقل في اتيان الخيرات فالعبد حينئذ لو فعل الحسنات فهو تعالى اولى بحسناته فى الانتساب اذ هو المرشد اليه بسبب الانبياء و الرسل بعد تكوين العقل، و اما لو فعل المحرمات لمتابعته شهوات نفسه فهو اولى بالانتساب اليه لانه مع هداية الانبياء زائدا على حكم العقل، قد اتبع هوا نفسه فى انحرافه و خذلانه. و اما الثانى فهو ان فى الحسنات ارتباطات تكوينية يؤيد بعضها بعضا من جانب اللّه و ان الاقدام فى بعضها يوجب حصول توفيق فى اتيان بعضها الآخر و كذا العكس، فان اللّه قد جعل هذا التوفيق كذلك تكوينا و قد ورد فى بعض الروايات من ان العبد ربما يكون موفقا بالحسنات و الخيرات بواسطة التزامه في العمل ببعض الخيرات و الحسنات فبعضها يكون معدّا للآخر و يعطى التوفيق و القابلية لمن عمل به.


[1] القرآن الكريم سورة 92 آية 7- 8

نام کتاب : تقريرات الأصول نویسنده : الآملي، الميرزا هاشم    جلد : 1  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست