نام کتاب : تفسير جوامع الجامع نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 4 صفحه : 57
موسى من الأنبياء [1] ، و قيل «وَحْياً» كما أوحى إلى الرّسل بواسطة الملك، أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً نبيّا، كما كلّم أمم الأنبياء، على ألسنتهم. و «وَحْياً» و «أن يرسل» مصدران وقعا موقع الحال، كما يقال: جئت ركضا و أتيت مشيئا، لأنّ «أن يرسل» فى معنى إرسالا. و مِنْ وَرََاءِ حِجََابٍ ظرف وقع موقع الحال أيضا، كقوله «دَعََانََا لِجَنْبِهِ أَوْ قََاعِداً أَوْ قََائِماً [2] » و تقديره: و ما صحّ أن يكلّم اللّه واحدا [3] إلاّ موحيا أو مسمعا من وراء حجاب، أو مرسلا رسولا، و يجوز أن يكون وحيا موضوعا موضع كلاما؛ لأنّ الوحى كلام خفىّ فى سرعة، كما تقول: لا أكلّمه إلاّ جهرا؛ لأنّ الجهر ضرب من الكلام. و كذلك إرسالا: جعل الكلام على لسان الرّسول بمنزلة الكلام بغير واسطة. تقول: [4] قلت لفلان كذا، و إنّما قاله وكيلك أو رسولك. و قوله: «أَوْ مِنْ وَرََاءِ حِجََابٍ» معناه: أو إسماعا من وراء حجاب. و من جعل «وَحْياً» فى معنى: أن يوحى، و عطف أَوْ يُرْسِلَ عليه على معنى «وَ مََا كََانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ» إلاّ بأن يوحى، أو بأن يرسل فلا بدّ أن يقدّر قوله أَوْ مِنْ وَرََاءِ حِجََابٍ ، تقديرا يطابقهما عليه، نحو: أو أن يسمع من وراء حجاب.
و قرئ: «أو يرسل فيوحى [5] » بالرّفع، على: أو هو يرسل، أو بمعنى مرسلا عطفا على «وَحْياً» فى معنى موحيا. «إِنَّهُ عَلِيٌّ» عن صفات المخلوقين، «حَكِيمٌ» يجرى أفعاله على الحكمة فيكلّم تارة بواسطة، و أخرى بغير واسطة، إمّا إلهاما أو خطابا. } «رُوحاً مِنْ أَمْرِنََا» يعنى القرآن؛ لأنّ الخلق يحيون به فى دينهم، كما يحيى الجسد بالرّوح. و قيل: هو روح القدس [6] . و قيل:
هو ملك أعظم من جبرئيل أو ميكائيل، كان مع رسول اللّه، صلّى اللّه عليه و آله.