نام کتاب : تفسير جوامع الجامع نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 3 صفحه : 44
الإلحاد: العدول عن القصد. و قوله: «بِإِلْحََادٍ بِظُلْمٍ»حالان مترادفان. و مفعول «يُرِدْ» متروك ليتناول كلّ متناول، كأنّه قال: و من يرد فيه مرادا ما، عادلا عن القصد، ظالما، «نُذِقْهُ مِنْ عَذََابٍ أَلِيمٍ» ؛ يعنى: أنّ الواجب على من كان فيه أن يسلك طريق العدل و السّداد فى جميع ما يهمّ به و يقصده. و خبر «إِنَّ» محذوف لدلالة جواب الشّرط عليه، و تقديره: «إِنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا وَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اَللََّهِ وَ اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرََامِ» نذيقهم مِنْ عَذََابٍ أَلِيمٍ ، و كلّ من ارتكب فيه ذنبا فهو كذلك.
و اذكر حين جعلنا «لِإِبْرََاهِيمَ مَكََانَ اَلْبَيْتِ» مباءة، أي مرجعا يرجع إليه للعمارة و العبادة. و «أَنْ» هى المفسّرة، أي تعبّدنا [1] إبراهيم و قلنا له: «لاََ تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَ طَهِّرْ بَيْتِيَ» من الأصنام و الأقذار أن تطرح حوله.
«وَ أَذِّنْ فِي اَلنََّاسِ» : نادفيهم. و النّداء «بِالْحَجِّ» أن يقول: حجّوا، أو عليكم بالحجّ. و روى: أنّه صعد أبا قبيس فقال: يا أيّها النّاس حجّوا بيت ربّكم، فأسمع اللّه صوته كلّ من سبق علمه بأنّه يحجّ إلى يوم القيامة، فأجابوه بالتّلبية فى أصلاب الرّجال. و عن الحسن: أنّ الخطاب لرسول اللّه-صلّى اللّه عليه و آله-أمر [2] أن يعلم النّاس بوجوب الحجّ فى حجّة الوداع. «رِجََالاً» أي مشاة، جمع راجل كقائم و قيام.
«وَ عَلىََ كُلِّ ضََامِرٍ» : حال معطوف على حال، كأنّه قال: «رجالا و ركبانا» . «يَأْتِينَ» :
صفة لـ «كُلِّ ضََامِرٍ» لأنّه فى معنى الجمع. 6- و قرأ [3] الصّادق-عليه السّلام- «رُجّالا» بضمّ الرّاء مشدّدا [4] ، و قال: هم الرّجّالة [5] ، و قرئ [6] : «يأتون» بالواو صفة للرّجال و الرّكبان.
«فَجٍّ عَمِيقٍ» : طريق بعيد. }و نكّر «مَنََافِعَ» لأنّه أراد منافع مختصّة بهذه العبادات،
[1]تعبّد اللّه العبد بالطّاعة أي استعبده (اللّسان) .