نام کتاب : تفسير جوامع الجامع نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 2 صفحه : 37
منبوذ إليهم. } «فَسِيحُوا فِي اَلْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ» هذا خطاب للمشركين، أمروا أن يسيحوا فى الأرض أربعة أشهر-و هى الأشهر الحرم-آمنين أين شاءوا [1] لا يتعرّض لهم، و ذلك لصيانة الأشهر [2] الحرم من القتل و القتال فيها، و قيل: إنّ براءة نزلت فى شوّال سنة تسع من الهجرة و الأشهر الأربعة: شوّال، و ذو القعدة، و ذو الحجّة، و المحرّم، و قيل: هى عشرون من ذى الحجّة و المحرّم و صفر و شهر ربيع الأوّل، و عشر من شهر ربيع الآخر، و كانت حرما لأنّهم أومنوا [3] فيها و حرّم قتلهم و قتالهم، و هو الأصحّ. و أجمع المفسّرون على أنّ رسول اللّه-صلّى اللّه عليه و آله-حين نزلت «براءة» دفعها إلى أبى بكر [4] ثمّ أخذها منه و دفعها إلى علىّ-عليه السّلام-و إن اختلفوا فى تفصيله، و قد شرحناه فى الكتاب الكبير، 1- و عن الباقر-عليه السّلام-قال : خطب علىّ-عليه السّلام-النّاس يوم النّحر و اخترط سيفه فقال: لا يطوفنّ بالبيت عريان و لا يحجّنّ البيت مشرك، و من كانت له مدّة فهو إلى مدّته، و من لم يكن له مدّة فمدّته أربعة أشهر، و قرأ عليهم سورة براءة، و قيل: إنّه قرأ ثلاث عشرة [5] آية من أوّل براءة، و قيل: ثلاثين أو أربعين آية.«وَ اِعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اَللََّهِ» أي لا تفوتونه و إن أمهلكم، «وَ أَنَّ اَللََّهَ مُخْزِي اَلْكََافِرِينَ» أي مذلّهم فى الدّنيا بالقتل و فى الآخرة بالعذاب. } «وَ أَذََانٌ مِنَ اَللََّهِ» الوجه فى رفعه ما ذكرناه فى «بَرََاءَةٌ» بعينه، ثمّ الجملة معطوفة على مثلها، و هو بمعنى الإيذان كما أنّ الأمان و العطاء بمعنى الإيمان و الإعطاء، و الجملة الأولى إخبار بثبوت البراءة، و الجملة الثّانية إخبار بوجوب الإعلام بما ثبت من البراءة الواصلة من اللّه و رسوله إلى المعاهدين و النّاكثين لجميع النّاس من عاهد منهم و من لم يعاهد، «يَوْمَ اَلْحَجِّ اَلْأَكْبَرِ» : يوم عرفة، و قيل: يوم النّحر، لأنّ فيه تمام الحجّ و معظم أفعاله [6] . 1- و روى أنّ عليّا-عليه السّلام-أخذ رجل بلجام دابّته فقال: ما الحجّ