نام کتاب : تفسير جوامع الجامع نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 17
خبر لإنّ. كذا ذكره جار اللّه العلاّمة للّه درّه، و ما أوردناه في مجمع البيان فهو من كلام أبى عليّ الفارسيّ رحمه اللّه. و الإنذار: التّخويف من عقاب اللّه. و قوله:
«لاََ يُؤْمِنُونَ» جملة مؤكّدة للجملة قبلها، أو خبر لإنّ و الجملة قبلها اعتراض. قيل:
نزلت هذه الآية و الّتى بعدها في أبى جهل و أضرابه، و على هذا فيكون التّعريف في «اَلَّذِينَ كَفَرُوا» للعهد، و قيل: هى في جميع من صمّم على كفره على العموم، فيكون التّعريف للجنس.
الختم و الكتم أخوان. و الغشاوة فعالة من غشّاه: إذا غطّاه، و هذا البناء لما يشتمل على الشّيء كالعمامة. و الختم على القلوب و الأسماع و تغشية الأبصار من باب المجاز، و هو نوعان: استعارة و تمثيل، و يحتمل هنا كلا النّوعين، أمّا الاستعارة، فأن [1] تجعل [2] قلوبهم لأنّ الحقّ لا ينفذ فيها، لإعراضهم عنه و استكبارهم عن قبوله) و أسماعهم لأنّها تنبو عن استماعه [3] كأنّهما [4] مختوم عليهما، و أبصارهم كأنّما [5] غطّى عليها و حيل بينها و بين الإدراك. و أمّا التّمثيل، فأن تمثّل حيث لم يستنفعوا بها فى الأغراض الدّينيّة الّتى خلقوا من أجلها بأشياء ضرب حجاب بينها و بين الانتفاع بها بالختم و التّغطية. و أمّا إسناد الختم إلى اللّه، فللتّنبيه [6] على أنّ هذه الصّفة فى فرط تمكّنها كالشّىء الخلقيّ غير [7] العرضيّ، كما يقال: فلان مجبول على كذا و مفطور عليه، يريدون أنّه مبالغ في الثّبات عليه. و وجه آخر: و هو أنّهم لمّا علم اللّه-سبحانه-أنّه لا طريق لهم إلى أن يؤمنوا طوعا و اختيارا، فلم يبق إلاّ القسر و الإلجاء، و لم يقسرهم، لئلاّ ينتقض الغرض في التّكليف [8] ، عبّر عن ترك الإلجاء و القسر بالختم، إشعارا بأنّهم قد بلغوا الغاية القصوى في لجاجهم و استشرائهم