اهتمّ المفسّرون بذكر أسباب النزول، فجعلوا معرفتها من الضروريّات لمن يريد فهم القرآن و الوقوف على أسراره، و أكّد الأئمّة على هذا الاهتمام، فجعله الإمام أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) من الأمور التي لو لم يعرفها المتصدّي لمعرفة القرآن لم يكن عالما بالقرآن، فقال (عليه السلام): اعلموا رحمكم اللّه أنّه من لم يعرف من كتاب اللّه: الناسخ و المنسوخ، و الخاصّ و العامّ، و المحكم و المتشابه، و الرخص من العزائم، و المكّيّ من المدنيّ، و أسباب التنزيل ...، فليس بعالم القرآن، و لا هو من أهله [1].
و من هنا نعرف سرّ عناية الإمام أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) بأمر نزول القرآن و معرفة أسبابه و مواقعه، فقد كان يعلن دائما عن علمه بذلك، و يصرّح باطّلاعه الكامل على هذا القبيل من المعارف الإسلاميّة:
ففي رواية رواها أبو نعيم الإصبهانيّ في «حلية الأولياء» عن الإمام
[1] بحار الأنوار للمجلسي (ج 93 ص 9) نقلا عن تفسير النعماني.