في نزول قوله تعالى: ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّهِ شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ (سورة التوبة/ 17).
قال الواحديّ: قال المفسّرون: لمّا أسر العبّاس يوم بدر أقبل عليه المسلمون يعيّرون بكفره باللّه و قطيعة الرحم، و أغلظ عليّ له القول، فقال العبّاس: ما لكم تذكرون مساوئنا و لا تذكرون محاسننا، فقال له عليّ: أ لكم محاسن؟
قال: نعم، إنّا لنعمر المسجد الحرام، و نحجب الكعبة، و نسقي الحاجّ، و نفكّ العاني، فأنزل اللّه عزّ و جلّ ردّا على العبّاس: ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ ... الآية أسباب النزول (ص 11/ 1).
أقول: أورد معنى ذلك النيسابوريّ في تفسيره (10/ 54) و رواه الطبريّ و روى في تفسيره (10/ 67) عن ابن عباس و أيضا (10/ 68) عن الضحّاك، الّا أنّهم أوردوا ذلك في ذيل قوله تعالى أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ .. الى آخره الواردة في الحديث (33) الآتي فراجع مصادره هناك فانّها شاهدة لمعنى هذا الحديث.