الذي يبدو من السيّد المحدّث البحراني هو الالتزام بكونه عاميّ المذهب، حيث أورد رواياته التي نقلها عن كتابه مباشرة، ضمن الفصول التي عقدها لروايات العامة [1] و قال: (إنّه من أعيان علماء العامة) [2]، و نقله كذلك السيّد المرعشيّ دام ظلّه [3].
لكن لم يرد في كلام هذين العلمين ما يستدلّ به على عامية الحبريّ.
و التزم السيّد الأمين بكون الحبري شيعيّ المذهب، حيث أورد بعض ما رواه الحبري ثم قال: (و من ذلك قد يظنّ أو يعتقد تشيّعه) [4] و كذلك التزم الأخ السيّد محمّد حسين الجلالي بأنّ الرجل متشيّع و ذلك:
1- لقدح الرجاليّين العامة فيه.
2- لروايته أحاديث الفضائل.
3- لمكاتبته الإمام الكاظم (عليه السلام).
4- لتشيّع مشايخه غالبا [5].
لكنّا لا نجد في هذه الأمور الدليل الكافي، ما عدا الأمر الرابع:
فأولا: إنّا لم نعثر على قدح أحد في الحبريّ، على كثرة تتبّعنا في الكتب و المعاجم، بل الظاهر أنّ بعضهم يعتمد عليه، كما سيأتي بيانه.
و ثانيا: إن مجرد رواية الفضائل لا يقتضي ذلك، كيف و عمدة ما