نام کتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل نویسنده : الميلاني، السيد هاشم جلد : 2 صفحه : 229
منامي كأنّي خارج من مدينة الكوفة في موضع أعرفه و كأنّ شبحا من خشب أو رجلا منحوتا من خشب على فرس من خشب، يلوّح بسيفه و أنا أشاهده فزعا مرعوبا.
فقال له عليه السّلام: أنت رجل تريد اغتيال رجل في معيشته، فاتّق اللّه الذي خلقك ثم يميتك، فقال الرجل: أشهد انّك قد أوتيت علما استنبطته من معدنه، أخبرك يا ابن رسول اللّه عمّا قد فسّرت لي، إنّ رجلا من جيراني جاءني و عرض عليّ ضيعته، فهممت أن أملكها بوكس [1] كثير لمّا عرفت انّه ليس لها طالب غيري.
فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام: و صاحبك يتولّانا و يبرأ من عدوّنا؟ فقال: نعم يا ابن رسول اللّه، لو كان ناصبيّا حلّ لي اغتياله؟ فقال: أدّ الأمانة لمن ائتمنك و أراد منك النصيحة و لو إلى قاتل الحسين عليه السّلام [2].
(1)
الثامنة عشرة؛ في حفظ اللّه تعالى إيّاه من القتل:
روى السيد ابن طاوس عن الربيع حاجب المنصور انّه قال: دعاني المنصور يوما، قال:
أ ما ترى ما هو هذا يبلغني عن هذا الحبشي؟ قلت: و من هو يا سيدي؟ قال: جعفر بن محمد، و اللّه لاستأصلنّ شأفته [3].
ثم دعا بقائد من قوّاده، فقال: انطلق إلى المدينة في ألف رجل فاهجم على جعفر بن محمد و خذ رأسه و رأس ابنه موسى بن جعفر في مسيرك، فخرج القائد من ساعته حتى قدم المدينة و أخبر جعفر بن محمد، فأمر فأتي بناقتين فأوثقهما على باب البيت و دعا بأولاده موسى و اسماعيل و محمد و عبد اللّه، فجمعهم و قعد في المحراب و جعل يهمهم.
(2) قال أبو بصير: فحدّثني سيدي موسى بن جعفر انّ القائد هجم عليه فرأيت أبي و قد همهم بالدعاء، فأقبل القائد و كلّ من كان معه قال: خذوا رأسي هذين القائمين فاجتزّوا رأسهما،