نام کتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل نویسنده : الميلاني، السيد هاشم جلد : 2 صفحه : 139
و إذا قيس علم كل عالم الى علمه كان كالقطرة بالنسبة الى البحر فكانت ينابيع الحكم تسيل عنه و قد صغر كل جليل امام جلالته [1].
(1) قال ابن حجر السنّي المتعصب في الصواعق: هو باقر العلم و جامعه و شاهر علمه و رافعه، صفا قلبه، و زكى علمه و عمله، و طهرت نفسه، و شرفت خلقه، و عمرت أوقاته بطاعة اللّه، و له من الرسوم في مقامات العارفين ما تكلّ عنه ألسنة الواصفين و له كلمات كثيرة في السلوك و المعارف لا تحتملها هذه العجالة [2].
(2) يقول المؤلف: أرى من المناسب هنا ذكر أخبار في مناقب و مفاخر الامام محمد الباقر عليه السّلام لأزيّن كتابي بها.
(3)
الاول؛ في اجتهاده في كسب المعاش:
روى الشيخ المفيد و غيره عن الامام الصادق عليه السّلام انّه قال: انّ محمد بن المنكدر كان يقول:
ما كنت أرى مثل عليّ بن الحسين عليهما السّلام يدع خلفا، لفضل عليّ بن الحسين عليهما السّلام حتى رأيت ابنه محمد بن عليّ فأردت أن أعظه فوعظني فقال له أصحابه: بأي شيء وعظك؟
(4) قال: خرجت الى بعض نواحي المدينة في ساعة حارّة فلقيت محمد بن عليّ عليهما السّلام و كان رجلا بدينا و هو متّكئ على غلامين له أسودين أو موليين له، فقلت في نفسي: شيخ من شيوخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا لأعظنّه، فدنوت منه فسلّمت عليه فسلّم عليّ بنهر و قد تصبب عرقا.
(5) فقلت: اصلحك اللّه شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا لو جاءك الموت و أنت على هذه الحال، قال: فخلّى عن الغلامين من يده ثم تساند و قال: لو جاءني و اللّه الموت و أنا في هذه الحال جاءني و أنا في طاعة من طاعات اللّه اكفّ بها نفسي عنك و عن الناس و انما كنت أخاف الموت لو جاءني و أنا على معصية من معاصي اللّه، فقلت:
[1] جنات الخلود، الجدول الثاني عشر في معرفة احوال الامام الخامس، فصل في اخلاقه.