نام کتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل نویسنده : الميلاني، السيد هاشم جلد : 1 صفحه : 509
و سار عيسى حتى وصل الى فيد (منزل على طريق مكة) فكتب الى جماعة من اصحاب محمد فتفرقوا عنه، و تهيّأ محمد للحرب لمّا بلغه قدوم عيسى و خندق حول المدينة و جاء عيسى مع جيشه فحاصر المدينة و كان ذلك في شهر رمضان.
(1) روى السبط ابن الجوزي انّه: لما نزل اصحاب أبي جعفر بعقوة محمد لم يكن همّه الّا أن حرق ديوانه و كان فيه اسامي من كاتبه و بايعه فلما فرغ من ذلك، قال: الآن طبت نفسا بالموت، و لو لا فعله ذلك لوقع الناس في أمر عظيم، (لانّه لو اطلع المنصور على ذلك الديوان لعلم مبايعيه و ناصريه و لقتلهم كلّهم).
(2) و جاء عيسى فوقف على سلع- اسم جبل بالمدينة- ثم قال: يا محمد لك الامان، فصاح به محمد: و اللّه لا نسمع ما تقول و انّ الموت في عزّ خير من الحياة في ذلّ، ثم ترحّل فقد بقي معه من مائة الف ثلاثمائة و ستة عشر رجل على عدد أهل بدر، ثم اغتسل هو و اصحابه و تحنّطوا و عرقبوا دوابهم ثم حملوا على عيسى و اصحابه فهزموهم ثلاثا ثم تكاثروا عليهم فقتلوهم و قتل حميد بن قحطبة محمدا و جاء برأسه الى عيسى، و أورت أخته زينب و ابنته فاطمة جسده بالبقيع و حمل رأسه الى أبي جعفر فنصبه في الكوفة و طاف به في البلدان و كان مكثه منذ ظهر الى ان قتل شهرين و سبعة عشر يوما لانّه خرج في أوّل رجب و قتل لأربع عشرة ليلة خلت من رمضان سنة (145) ه و سنّه يوم قتل خمس و اربعون سنة، و كان قتله عند احجار الزيت [1].
كما أخبر عنه امير المؤمنين عليه السّلام بقوله «و انّه يقتل عند أحجار الزيت».
(3) و روى أبو الفرج انّه: ذهب ابن حصين (احد رجال محمد) الى السجن لمّا تفرق الناس و قتل محمد، فذبح رياحا (سجّان المنصور) و لم يجهز عليه و تركه يضطرب حتى مات و أخذ ديوان محمد الذي فيه اسماء رجاله فحرقه بالنار ثم لحق بمحمد فقاتل حتى قتل معه [2].