نام کتاب : تعريب كامل البهائي نویسنده : الطبري، عماد الدين جلد : 2 صفحه : 61
و الفاجر كما قال تعالى: ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَ لا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ[1] فتبيّن أنّ هذه الآية إِنَّ اللَّهَ مَعَنا لا فضل فيها.
و أمّا قوله: فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ[2] فإنّها عائدة على النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) بوجوه:
الوجه الأوّل: بدليل عطف الملائكة على الجملة و من الواضح البيّن أنّ الملائكة تتنزّل على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) لا على أبي بكر.
الوجه الثاني: جاء في الحديث أنّ القرآن يفسّر بعضه بعضا، فقد فرّ الأصحاب يوم حنين إلّا سبعة من بني هاشم: الأوّل العبّاس الذي أخذ بلجام البغلة، و خمسة من المقاتلين الذين شهروا سلاحهم بين يدي النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) و تقدّموا بين يديه يحمونه من الرماة، و كان أمير المؤمنين في القلب، فمرّة يحمل على القوم يقاتلهم من كلّ جانب و يحمل عليهم و يهزمهم ليحمي بيضة الإسلام و يخلّص رسول اللّه من بين المشركين، فقصّ اللّه قصّتهم فقال: لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَ ضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ* ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ[3] و المؤمنون هم عليّ و الأشخاص السبعة من بني هاشم، و هنا يظهر جليّا أنّ السكينة نزلت عليهم و على رسول اللّه، و كان عليّ كلّما هزم فوجا من المشركين تجمهروا مع أصحابهم و تقوّوا بهم فأمدّ اللّه رسوله بالمعجزة و هم الملائكة الذين قاتلوا معه بنصّ القرآن الكريم، و ضاقت الأرض بما رحبت على أبي بكر و عمر حيث سلّموا رسول اللّه في هذا الموضع المخيف للعدوّ و هربوا لا يلوون على شيء.