نام کتاب : تعريب كامل البهائي نویسنده : الطبري، عماد الدين جلد : 2 صفحه : 24
على حاله و كان حذرا من الفتنة و البلبلة التي يثيرها الجهّال عليه من هذا الباب و عمل بالتقيّه طيلة هذه المدّة كما قال تعالى تنبيها عليه من موسى: فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ[1] و قوله تعالى: فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى[2].
الفصل الثالث في أنّ عليّا لم يقدر على تبديل ما غيّروا عن أصله لخوفه من أصحابه و ترك محاربتهم
اعلم أنّه لا يسئل عن نفي العلّة لانتفاء المعلول و إنّما يسئل عن العلّة في إثبات المعلول، مضافا إلى أنّ الاعتراض على الإمام من سوء أدب الرعيّة لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ[3] فلا يجوز أن يقال عن الإمام لماذا حارب معاوية و لم يحاربهم؟ ثمّ إنّ في حربه مع معاوية كان معه من الجيش مائة ألف جندي يحاربون معه و لم يكن معه يومذاك إلّا نفر يسير و مع قلّتهم فإنّ مذاهبهم مختلفة و لكنّهم كانوا معه في حرب معاوية على رأي واحد من ثمّ لم يكن هناك مجال للتقيّة، و تأسّس بما فعله رسول اللّه مع المشركين حين حشّد المنافقين لقتالهم، و كان أكثر الصحابة على هذا الرأي و هو أنّه الخليفة الرابع و أنّ شرعيّة خلافته نظير خلافة أبي بكر و عمر، و ينظرون إليه كما ينظرون إليهما و يعتبرونه بمثابتهم، و يسير بسيرتهما، و لو علموا منه أيّ اتجاه مخالف لخرجوا عليه و حاربوه كما فعلوا معه في صلاة التراويح حين أمر بأدائها فرادى فكانوا يصيحون «نهينا عن سنّة عمر» و راحوا يشنّعون عليه