نام کتاب : تعريب سيد المرسلين نویسنده : جعفر الهادي جلد : 2 صفحه : 93
ما لها فافعلوا.
فقالوا: نعم يا رسول اللّه، نفديك بأنفسنا و أموالنا.
فأطلقوه، و ردوا عليها الذي لها و بذلك احترم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) حقوق المسلمين و ما يرجع إليهم من أموال بل أنها و اللّه أعظم مظهر من مظاهر الديمقراطية، (ان صح التعبير) فالنبيّ مع أن له ما له من الولاية على المسلمين يقترح عليهم الافراج عن زوج زينب و يترك الامر لاختيارهم.
ثم إن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) أخذ على أبي العاص الميثاق بأن يخلي سبيل زينب، و يبعثها الى المدينة.
ففعل أبو العاص ما تعهّد به، و بعث زينب الى المدينة.
ثم إن أبا العاص نفسه أسلم أيضا و قدم المدينة، و ردّ عليه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) زينب بالنكاح الاول أو بنكاح جديد [1]
رسول الاسلام و مكافحة الامية:
كما أنه يتبين من قصة الاسرى الذين اطلق سراحهم لقاء تعليم أولاد المسلمين الكتابة و القراءة مدى اهتمام الاسلام بالثقافة و التثقيف، و الوعي و النوعية، فان معرفة القراءة و الكتابة بداية التثقيف و النوعية.
و لا بدّ أن نقول هنا أيضا أن اطلاق الاسارى العارفين بالقراءة و الكتابة لقاء تعليم صبيان المسلمين تعد أول عملية لمكافحة الامية التي اهتم بها العالم الحاضر.
ففي الوقت الذي كانت الكثير من الدول في عصر الاسلام الاول تمانع من تثقيف أبنائها و رعاياها- كما مرّ عليك في دراسة أوضاع الامبراطوريتين الفارسية و الرومية- أعلن رسول الاسلام ان من لم يكن معه فداء و هو يحسن الكتابة دفع إليه عشرة من غلمان المدينة (أي صبيانها) يعلمهم الكتابة فاذا تعلموا كان ذلك فداءه .. و ما أعظمها من خطوة ثقافية و حضارية.
[1] السيرة النبوية: ج 1 ص 651- 659، بحار الأنوار: ج 19 ص 348 و 349.
نام کتاب : تعريب سيد المرسلين نویسنده : جعفر الهادي جلد : 2 صفحه : 93