نام کتاب : تعريب سيد المرسلين نویسنده : جعفر الهادي جلد : 1 صفحه : 592
و روى فريق آخر أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) ذهب في نفس الليلة إلى بيت أبي بكر، ثم خرجا معا في منتصف الليل إلى غار ثور [1].
و قال فريق ثالث: أن أبا بكر جاء هو بنفسه يريد النبيّ و كان (صلّى اللّه عليه و آله) قد خرج من قبل فأرشده «عليّ» إلى مخبأ النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله).
و على كل حال فان كثيرا من المؤرخين يعدّون هذه المصاحبة من مفاخر الخليفة و مناقبه، و يذكرون هذه الفضيلة و يتحدثون عنها بكثير من الاسهاب و الاطناب، و بمزيد من الاكبار و الاعجاب.
(1)
قريش تفتش عن النبيّ:
لقد تسبب فشل قريش في تغيير خطتها، فقد بادرت إلى بث العيون و الجواسيس في طرقات مكة، و مراقبة مداخلها و مخارجها مراقبة شديدة، و بعثت القافّة تقتص أثره في كل مكان، و في طريق مكة- المدينة خاصة.
و من جانب آخر جعلت مائة ابل لمن ياخذ نبي اللّه، و يردّه عليهم أو يأتي عنه بخبر صحيح.
و عمد جماعة من قريش إلى ملاحقة رسول اللّه و التفتيش عنه في شمال مكة، حيث الطريق المؤدي الى المدينة، على حين أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) كان قد اختبأ- كما قلنا- في نقطة بجنوب مكة لافشال عملية الملاحقة.
و تصدت مجموعة اخرى لتتبع أثر قدم النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) و رفيقه!!
و كان الذي يقفو لهم الأثر يدعى أبا مكرز فوقف بهم على باب حجرة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فقال هذه قدم محمّد، فما زال بهم حتى أوقفهم على باب الغار فانقطع عنه الأثر فقال: ما جاوز محمد و من معه هذا المكان، إما أن يكونا صعدا إلى السماء، أو دخلا تحت الأرض، فان بباب هذا الغار- كما ترون عليه- نسج