نام کتاب : تعريب سيد المرسلين نویسنده : جعفر الهادي جلد : 1 صفحه : 567
(1) 2- قدم «انس بن رافع» مكّة و معه فتية من بني عبد الاشهل فيهم «ياس بن معاذ» أيضا، يلتمسون الحلف و النصرة على قومهم من الخزرج، فسمع بهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فأتاهم و جلس إليهم و قال لهم: هل لكم في خير مما جئتم له؟
فقالوا له: و ما ذاك؟
قال: «أنا رسول اللّه بعثني إلى العباد أدعوهم الى أن يعبدوا اللّه و لا يشركوا به شيئا و أنزل عليّ الكتاب» ثم ذكر لهم الاسلام، و تلا عليهم القرآن.
فقال إياس بن معاذ و كان غلاما حدثا شهما: أي قوم هذا و اللّه خير مما جئتم له.
فقد أدرك جيّدا أن دين التوحيد يكفل كلّ حاجاتهم فهو دين شامل مبارك لأنه سيصهر الجميع في بوتقة الاخوّة الواحدة فتزول عندئذ أسباب العداء و القتال، و بذلك ينهي كل مظاهر الحرب و التنازع، و كلّ مظاهر الفساد و التخريب فهو أفضل من طلب المساعدة العسكرية من قريش التي جاءوا من أجلها الى مكة، فامن برسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) من دون ان يكسب رضا رئيس قبيلته «انس بن رافع» و استئذانه، و لهذا غضب أنس و أخذ حفنة من تراب البطحاء و ضرب بها وجه إياس و قال: دعنا منك، فلعمري لقد جئنا لغير هذا، فصمت اياس و قام رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) عنهم و انصرفوا الى المدينة، و كانت وقعة بعاث بين الأوس و الخزرج و لم يلبث اياس ان هلك، و قد سمعه قوم حضروا عند وفاته يهلّل اللّه تعالى و يكبّره و يحمده و يسبّحه حتى مات، فما كانوا يشكّون أنه قد مات مسلما، و لقد استشعر الاسلام في ذلك المجلس حين سمع من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) ما سمع [1].
(2)
وقعة بعاث:
كانت وقعة بعاث من الحروب التاريخية بين الأوس و الخزرج، ففي هذه