responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تعريب سيد المرسلين نویسنده : جعفر الهادي    جلد : 1  صفحه : 490

و تقوى صفوفهم اكثر فاكثر بينما تتفرق صفوف أعدائه و مناوئيه و يتناقص معارضوه و خصومه، هل يقدم في مثل هذه الحالة على عمل يوجب ان يسي‌ء الجميع ظنهم به، و يشك الصديق و العدو في أمره؟!

هل تصدّق أنت أيها القارئ الكريم أن رجلا ترك جميع الأموال و المناصب التي عرضتها قريش عليه، في سبيل دينه الحنيف، و عقيدته التوحيد أن يصبح مرة اخرى من دعاة الشرك، و مروّجي الوثنية؟؟!

إننا لن نصدّق بمثل هذا الاحتمال في حق مصلح أو سياسي عادي من الساسة و المصلحين فكيف برسول اللّه و نبيّه العظيم.

(1)

رأي العقل في هذه القصة:

(2) 1- إن العقل يحكم بان المرشدين الذين يبعثهم اللّه تعالى الى البشرية لهدايتها و ارشادها، و تزكيتها و تعليمها مصونون عن أي خطأ و زلل بقوة (العصمة) التي اوتوها، اذ لو تعرض مثل هؤلاء الى الخطأ و الزلل في امور الدين لزالت ثقة الناس بهم و بكلامهم.

يجب علينا ان نقارن بين أمثال هذه القصص، و بين هذا الأصل العقائديّ المنطقي و نعالج بواسطة معتقداتنا القوية المبرهنة متشابهات التاريخ و معضلاته.

إنّ من المسلّم أن عصمة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) كانت تمنعه و تحفظه من أي نوع من هذه الحوادث في تبليغ رسالته السماوية.

(3) 2- إن هذه الاسطورة تقوم أساسا على أن النبيّ قد تعب من أداء مهمّته التي ألقاها اللّه سبحانه عليه، و قد شقّ عليه ابتعاد الوثنيّين عنه، فكان يبحث عن مخلص من هذا الوضع المتعب، يكون طريقا- حسب تصوره- إلى إصلاح وضعهم!!

و لكن العقل يقضي بأن على الأنبياء أن يكونوا صابرين حلماء أكثر ممّا يتصور، و أن يكونوا مضرب المثل عند الجميع في ذلك، فلا يحدّثوا أنفسهم بالتهرّب من المسئولية و ترك الساحة مطلقا، مهما اشتدّت الظروف، و تأزّمت‌

نام کتاب : تعريب سيد المرسلين نویسنده : جعفر الهادي    جلد : 1  صفحه : 490
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست