responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تعريب سيد المرسلين نویسنده : جعفر الهادي    جلد : 1  صفحه : 482

المستوى المطلوب، فقد كانت تلك المؤامرات تفشل في كل مرة، و لا يجني المشركون منها سوى الخيبة و الفشل، و سوى النتائج المعكوسة في أغلب الأحايين.

فقد ما رسوا الدعاية ضد رسول اللّه فترة من الزمن و لكن لم يحالفهم التوفيق الكامل في ذلك، فقد وجدوا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) اكثر ثباتا و استقامة في طريقه و أشدّ إصرارا على هدفه، و كانوا يرون بام أعينهم بأن عقيدة التوحيد في انتشار مستمر و متزايد، يوما بعد يوم.

(1) و لهذا قرّر سادة قريش و زعماء «مكة» المشركون أن يمنعوا الناس عن سماع القرآن.

و لكي تتحقق خطتهم هذه و تلبس ثوب الوجود بثّوا جواسيسهم في كل انحاء مكة و مداخلها ليمنعوا من يفد إليها للحج او التجارة من الاتصال بمحمّد، و منعه بكل صورة ممكنة، عن الاستماع الى القرآن، و أعلن مناديهم ما ذكره القرآن عند قوله تعالى:

«وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَ الْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ» [1].

(2) لقد كان القرآن اقوى أسلحة النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله)، فقد القى رعبا عجيبا في نفوس الاعداء و اقضّ مضاجعهم.

و كان اشراف قريش و أسيادها يرون بام أعينهم كيف أنّ اعدى أعداء النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) (و هو أبو جهل) عند ما مشى إليه ليستهزئ به، و يسخر منه، ما ان سمع آيات من القرآن، إلّا و فقد السيطرة على نفسه، و لان قلبه، و أصبح من أصحابه و مؤيديه الأقوياء، و لهذا لم يكن أمام اولئك الاسياد إلا أن يمنعوا من سماع القرآن منعا باتا، و يحرموا التحدث الى النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) تحريما قاطعا [2].

و لهذا كان الرجل منهم إذا أراد أن يسمع من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بعض ما يتلوه من القرآن و هو يصلي استرق السمع دونهم فرقا منهم، فان رأى أنهم قد عرفوا أنه يستمع منه ذهب خشية أذاهم فلم يستمع‌ [3].


[1] فصّلت: 26.

[2] السيرة النبوية: ح 1 ص 313 و 314.

[3] السيرة النبوية: ح 1 ص 313 و 314.

نام کتاب : تعريب سيد المرسلين نویسنده : جعفر الهادي    جلد : 1  صفحه : 482
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست