نام کتاب : تعريب سيد المرسلين نویسنده : جعفر الهادي جلد : 1 صفحه : 290
المبدأ و المعاد و عطفه و حنانه على رسول الإسلام، و اهتمامه برسالة خاتم النبيين، و هي بمجموعها من اقوى الشواهد على توحيده، و ايمانه باللّه، و اعترافه برسالة الرسول الكريم.
إيمان كفيله و عمه أبي طالب:
و هكذا كان حال كفيل النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) الثاني ابو طالب (عليه السلام)، فان له مواقف بارزة و كثيرة قبل البعثة النبوية، و بعدها تكشف عن عمق أيمان شيخ الاباطح، و توحيده.
(1) و من تلك المواقف استسقاؤه برسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في صباه:
فقد اصاب مكة قحط شديد في سنة من السنين فطلبت قريش من «أبي طالب» أن يستسقي لها فخرج و معه غلام- و هو رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)- كأنه شمس دجن تجلّت عنها سحابة قتماء و حوله اغيلمة، فأخذه «أبو طالب» فألصق ظهره بالكعبة، و لاذ الغلام باصبعه (أي أشار بها إلى السماء) و ما في السماء قزعة، فأقبل السحاب من هاهنا و هاهنا، و أغدق، و اغدودق و انفجر له الوادي، و اخصب البادي و النادي.
ففي ذلك يقول ابو طالب- في مدح رسول اللّه-:
و ابيض يستسقى الغمام بوجهه--ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يلوذ به الهلاك من آل هاشم--فهم عنده في نعمة و فواضل
و ميزان عدل لا يخيس شعيرة--و وزّان صدق وزنه غير هائل [1]
(2) و كل هذا يعرب عن توحيد كفيلي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) الخالص، و ايمانهما باللّه تعالى، و لو لم يكن لهما إلّا هذين الموقفين لكفياهما دليلا و برهانا على كونهما مؤمنين موحّدين.
[1] شرح البخاري للقسطلاني: ج 2 ص 227، المواهب اللدنية: ج 1 ص 48، السيرة الحلبية: ج 1 ص 125، و للتوسع راجع الغدير: ج 7 ص 345 و 346، و قد ذكرنا مواقف ابي طالب الايمانية عند البحث عن شخصيته فراجع.
نام کتاب : تعريب سيد المرسلين نویسنده : جعفر الهادي جلد : 1 صفحه : 290