responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تعريب سيد المرسلين نویسنده : جعفر الهادي    جلد : 1  صفحه : 177

و محبة إلهية لها، فيؤثر نفسه في إصلاحها، و إهلاك ما يضرّها و يفسدها» [1].

د- العلل المجردة عن المادة:

فيمكن ان تكون للظواهر علل مجردة عن المادة كالملائكة، بان تقوم الملائكة بأمر من اللّه سبحانه بتدمير قرية، او تقوم بمعجزة بعد طلب النبيّ منها ذلك.

و الملائكة مظاهر القدرة الالهية في الكون، و هي التي تدبّر امور الكون بأمر اللّه تعالى كما يقول القرآن الكريم: «فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً» [2] و هي بالتالي جنود اللّه في السماوات و الأرض‌ «وَ لِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ» [3].

فلا بد من ارجاع الظواهر الطبيعية الواقعة الى أحد هذه العوامل الاربعة، و لا يمكن أبدا حصر العلة في العلة الطبيعية العادية المعروفة كما تصور منكروا الاعجاز، بل يمكن أن تكون كل واحدة من هذه العلل سببا لحدوث الظاهرة الطبيعية، فاذا لم نشاهد علة ظاهرة من الظواهر لم يجز لنا أن نبادر- فورا- إلى تصوّر أنها ناشئة من غير علة.

و يجب ارجاع معاجز الأنبياء الى إحدى الطرق الاخيرة، و القول بأن الأنبياء استخدموا- في ايقاع الخوارق و المعاجز- إما العلل المادية غير المعروفة للعرف، و العلم، و أما نفوسهم القوية التي حصلت لهم بفعل الجهاد الروحيّ العظيم و الرياضات النفسية الشديدة فهي علة تلك الأفعال الخارقة للعادة.

كما و يمكن ان تكون جميع تلك الافعال العجيبة ناشئة عن جملة من العلل و العوامل الغيبية المدبّرة للكون بامر اللّه و مشيئته.

إذن فلا تتحقق المعجزة بدون علة كما يتصوّر، و لا يهدم الاعجاز القوانين العقلية المسلّمة.


[1] راجع المبدأ و المعاد: ص 355 و 356 لصدر المتألهين المشهور بصدر الدين الشيرازي، و شرح المنظومة للحكيم السبزواري: ص 327 قال السبزواري ناظما:

يطيعه العنصر طاعة الجسد--للنفس فالكل كجسمه يعدّ

[2] النازعات: 5.

[3] الفتح: 4.

نام کتاب : تعريب سيد المرسلين نویسنده : جعفر الهادي    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست