نام کتاب : تذكرة الخواص نویسنده : سبط بن الجوزي جلد : 1 صفحه : 91
قلت: و قد اخرج مسلم هذا الحديث عن أبي قتادة و أم سلمة عن رسول اللّه (ص) فأما لفظ أبي قتادة فقال قال رسول اللّه (ص) لعمار حين جعل يحفر الخندق فطفق يمسح رأسه و يقول بئس ابن سمية تقتلك فئة باغية؛ و البؤس الفقر.
قال الزهري: و هذا على عادة العرب كقولهم ثكلتك امك و لهذا وقع في بعض الروايات بؤسا لعمار.
و اما حديث أم سلمة: فبمعنى حديث أبي قتادة و قد وقع في بعض نسخ البخاري عن أبي سعيد الخدري قال كنا نحمل في بناء مسجد رسول اللّه (ص) لبنة لبنة و عمار يحمل لبنتين لبنتين فرآه النبي (ص) فجعل ينفض التراب عنه و يقول ويح عمار يدعوهم الى النجاة و يدعونه الى النار و عمار يقول اعوذ باللّه من الفتن.
قال أبو عبد اللّه الحميدي: لم يخرج البخاري لفظة تقتلك الفئة الباغية و انما أخرجها مسلم و اختلفوا في قاتله على أقوال أشهرها أبو غادية المزني و قيل أبو العادية العاملي ذكرى الواقدي فيما حكاه عنه ابن سعد و قتل في ذلك اليوم أيضا هاشم بن عتبة ابن أبي وقاص فبكى علي عليهما و صلى عليهما و جعل عمارا مما يليه و هاشم بن عتبة مما يلي القبلة و لم يغسلهما.
و قال الواقدي: لما طعن أبو العادية عمارا بالرمح و سقط أكب عليه آخر فاحتز رأسه ثم أقبلا الى معاوية يختصمان فيه كل واحد منهما يقول أنا قتلته، فقال لهما عمرو بن العاص و اللّه ان يختصمان إلا في النار فقال معاوية ما صنعت قوم بذلوا نفوسهم دوننا تقول لهم هذا فقال عمرو و هو و اللّه كذلك و أنت تعلمه و اني و اللّه وددت اني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة.
و قال ابن سعد: قتل عمار و هو ابن سبع و سبعين سنة.
و قال ابن سعد: لما قتل عمار عطش قاتله فاستسقى ماء فأتي بقدح من زجاج فامتنع من الشرب فيه و غير ابن سعد يقول أتي بقدح من فضة فقال بعض أصحابه انظروا الى هذا الأحمق يمتنع من الشرب في هذا الإناء و ينسى انه قتل عمارا و قد قال رسول اللّه (ص) تقتلك الفئة الباغية.
قال هشام بن محمد: و لما قتل عمار و هاشم قال علي (ع) لربيعة و همدان أنتم
نام کتاب : تذكرة الخواص نویسنده : سبط بن الجوزي جلد : 1 صفحه : 91