نام کتاب : تذكرة الخواص نویسنده : سبط بن الجوزي جلد : 1 صفحه : 219
شرطي ليأخذ سيفه فدفع عنه. فقال ابن زياد قد احل اللّه دمك و اجتمعت مذحج على باب القصر و صاحوا فقال ابن زياد للقاضي شريح اخرج اليهم و قل لهم انما حبسه ليسأله فقال له هاني يا شريح اتق اللّه فانه قاتلي فخرج اليهم شريح فقال لهم ذلك فتفرقوا.
و بلغ مسلم بن عقيل الخبر فخرج من دار هاني و نادى بشعاره فاجتمع اليه أربعة آلاف من أهل الكوفة فعبأهم و سار إلى القصر و كان عند ابن زياد وجوه أهل الكوفة فقال لهم قوموا ففرقوا عشائركم عن مسلم و إلا ضربت اعناقكم فصعدوا على القصر و جعلوا يكلمونهم فتفرق من كان مع مسلم و تسللوا عنه و دهمه الليل و قد بقي وحده فجاء الى باب فجلس عليه فجاءته امرأة أو خرجت اليه فقال لها يا أمة اللّه اسقيني ماءً فسقته و قالت من أنت فقال أنا مسلم بن عقيل فقالت ادخل فدخل و كانت المرأة أم مولى لمحمد بن الأشعث فعرفه ابنها فانطلق فاخبر ابن الأشعث فاخبر ابن زياد فبعث اليه عمرو بن حريث المخزومي و كان على شرطته و معه محمد بن الاشعث فأحاطوا بالدار فخرج اليهم مسلم يقاتل فآمنه ابن الاشعث و جاء به الى ابن زياد فامر به فاصعد الى أعلى القصر فضربت عنقه و القى رأسه الى الناس و صلبت جثته بالكناسة ثم فعل بهاني بن عروة كذلك فقال الشاعر:
فان كنت لا تدرين بالموت فانظري* * * إلى هانئ بالسوق و ابن عقيل
أصابهما ريب المنون فأصبحا* * * أحاديث من يسعى بكل سبيل
و قال آخر في ممالاة ابن الاشعث على مسلم بن عقيل،
و تركت عمك لم تقاتل دونه* * * فشلا و لو لا أنت كان منيعا
و قتلت وافد حزب آل محمد* * * و سلبت أسيافا له و دروعا
و كان ابن الاشعث قد سلبه قبل أن يأتي به ابن زياد و كان قتل مسلم لثمان مضين من ذي الحجة بعد رحيل الحسين من مكة بيوم و قيل يوم رحيله و لم يعلم الحسين بما جرى في الكوفة.
و بعث ابن زياد برأس مسلم بن عقيل الى دمشق الى يزيد، و هو أول رأس حمل من رءوس بني هاشم و جثة مسلم أول جثة صلبت منهم.
نام کتاب : تذكرة الخواص نویسنده : سبط بن الجوزي جلد : 1 صفحه : 219