responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحقيق الأصول نویسنده : الحسيني الميلاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 83

فاعل» أو «على زنة مفعول» و هكذا.

فالإشكال هو: لما ذا يمكن لحاظ المادّة بنفسها و وضع اللّفظ للحدث الخاص، و لا يمكن لحاظ الهيئة بنفسها، و ما هو الفارق بينهما؟

جواب المحقق الأصفهاني‌

و الوجه الذي ذكره المحقق الأصفهاني (رحمه اللَّه)- و هو خير ما قيل في المقام لبيان الفرق هو: إن الامور الواقعيّة منها الجوهر و منها العرض، و الجوهر غير محتاج في وجوده إلى العرض و إنْ كان غير منفك عنه، إذ لا وجود للجسم في العالم بلا شكل، بخلاف العرض فإنّه في وجوده محتاج إلى الجوهر، فبين الوجودين تلازم، لكن الجوهر في حدّ ذاته لا يحتاج إلى العرض بخلافه فإنه محتاج إلى الجوهر.

و كذلك المعاني .. فقسم منها غير محتاجٍ في ذاته إلى الغير، كالمعاني الاسميّة، و قسم منها محتاج إلى الغير في حدّ ذاته، و هو المعنى الحرفي.

إذا اتضح هذا، فإنّ الهيئة مثل ضارب محتاجة إلى المادّة و هو الضرب، كما أنَّ معناها- و هو النسبة الصدورية- محتاج إليها كذلك، فضاربٌ هيئة مندكّة هي و معناها في المادة و هي الضرب، و لأجل هذا الاندكاك و الفناء الذاتي لا يكون للهيئة قابلية اللّحاظ الاستقلالي، فلا محيص في ناحية لفظها أنْ يكون الملحوظ و المتصوَّر عنوان «كلّ ما كان على هيئة فاعل» أو «على هيئة مفعول» و هكذا.

و على الجملة، فإنّ المادّة غير مندكّة في الهيئة، لذا كانت قابلة للّحاظ، لذا كان الوضع شخصيّاً، و أمّا الهيئة فإنها مندكّة في المادّة، فهي غير قابلة للّحاظ، لذا يكون الوضع نوعيّاً.

نام کتاب : تحقيق الأصول نویسنده : الحسيني الميلاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست