«مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ»[1] قد ورد أنهما الحسن و الحسين (عليهما السلام) [2]، و أين الملازمة بين «البحرين» و «الحسن و الحسين»، ليدل اللَّفظ عليهما بالدلالة الالتزامية؟ و في قوله تعالى «ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ»[3] ورد أن المراد هو زيارة الإمام و لقاؤه بعد أعمال الحج [4] ... و أين الملازمة بين ذلك و ما هو المدلول المطابقي للفظ «التفث» أي: أخذ الشارب و قصّ الظفر؟.
و تلخّص: إن ما ذكره صاحب (الكفاية) لا يحلّ المشكل.
رأي جماعةٍ من المحقّقين
و أجاب المحقق النائيني و المحقق العراقي- و ذكره الفيض الكاشاني في أوّل (تفسيره)- بأنّ المراد من هذه الأخبار هو: أن المعنى المستعمل فيه اللّفظ هو معنىً كلّي، و أن مصاديقه متعددة، لكنّها مخفيّة على غير أهل الذكر الذين هم الراسخون في العلم، العالمون بتأويل القرآن، فإنّهم يعلمون بتطبيقات تلك الكليّات.
و على الجملة، فإن بطون القرآن من قبيل استعمال اللّفظ الكلّي و إرادة المصاديق، كلفظ «الميزان» فإنه لم يوضع هذا اللّفظ لهذه الآلة التي توزن بها الأشياء في السّوق، بل الموضوع له هذا اللّفظ هو «ما يوزن به» و حينئذٍ يصدق على الإمام المعصوم (عليه السلام)، لوصفه بالميزان في الأخبار، و على