و ليس موضوع البحث و محلّ الخلاف هو المتعدّد الذي اعتبر واحداً و استعمل اللّفظ فيه، فإن هذا جائز بلا خلاف، كما لو اعتبر الاثنان أو الجماعة واحداً، و استعمل اللَّفظ في ذلك الواحد الاعتباري، كما هو الحال في الألفاظ الموضوعة للجماعة مثل «قوم» و «رهط».
و ليس موضوع البحث أن يكون كلّ واحدٍ من المعاني موضوعاً مستقلًاّ للحكم عليه بالنفي أو الإثبات كما ذكر المحقق الرشتي، لأن مثل لفظ «العشرة» الموضوع لمعنىً واحد، و المستعمل في معنىً واحد، تارةً: يقع موضوعاً لحكم واحد، كقولنا: هؤلاء العشرة فعلوا كذا، أي: كلّهم مجتمعين، و اخرى: يقع موضوعاً لأحكامٍ متعدّدة، كقولنا: هؤلاء العشرة علماء ... فليس المراد من استعمال اللّفظ في أكثر من معنى هو وجود أحكام متعدّدة.
بل المراد- كما ذكر المحقق الخراساني- أن يستعمل اللّفظ في كلٍّ من المعاني، كما لو كان- أي كلّ واحدٍ منها- هو وحده المستعمل فيه فقط ...
فهل هذا الاستعمال- أي: إعمال جميع مقوّمات الاستعمال حالكون المعنى واحداً في مورد تعدّد المعنى- ممكن أو غير ممكن؟