إنّ الموضوع له لفظ الصلاة- مثلًا- وزانه وزان الموضوع له في الأعلام الشخصيّة، فكما أنّ لفظ «زيد» موضوع لهذه الذات، و هو اسم له في جميع حالاته من حين ولادته، و يصدق عليه بالرغم من تغيّراته كمّاً و كيفاً، كذلك لفظ «الصلاة» يصدق مع كلّ التبدّلات الحاصلة في الأجزاء كمّاً و كيفاً.
و الجواب
إنّ المسمّى الموضوع له في الأعلام الشخصيّة هو ماهيّة شخصيّة، و شخصيّتها بالصورة لا بالمادّة، لقولهم: شيئية الشيء بصورته لا بمادّته، و صورة زيد في جميع حالاته و أدوار حياته محفوظة لا تتغيّر، و المتغيّر هي المادّة، فقياس وضع الأعلام الشخصيّة بما نحن فيه مع الفارق.
و جاء في جواب صاحب (الكفاية): إن الموضوع له عبارة عن الشخص، و شخصيّة الشيء بوجوده الخاص.
فهو (رحمه اللَّه) يرى الصّورة وجوداً، فيرد عليه: أنّه إذا كان الموضوع له هو الشخص، و الشخصيّة بالوجود، فكيف ينتقل الموضوع له إلى الذهن بالاستعمال، لأنّ الوجود لا يقبل الوجود الذّهني و لا غيره من الوجودات؟
و كيف كان، فالتصوير المذكور مردود.
الوجه الرّابع
إن لفظ «الصّلاة» قد وضع أوّلًا للصّلاة الجامعة لجميع الأجزاء و الشرائط، ثم إنه يطلق على مراتبها الاخرى من باب المشاكلة في الصّورة و المشاركة في التأثير و ترتب الأثر المطلوب، فالإطلاق الأوّل على المراتب مجازي، لكنّه بالاستعمال المتكرّر يصير اللّفظ حقيقةً فيها، فيكون حال الموضوع له لفظ «الصلاة» حال الاسم الذي يوضع على المعجون المركّب