أوّلًا: إنّ التنظير المذكور في غير محلّه، فصانع المعجون لا إحاطة له بما يطرأ على صنعه، بخلاف الشارع.
و ثانياً: إنّ تشخيص المرتبة العالية في مثل الصلاة غير ممكن، لعين ما تقدّم من الاختلاف بين أفراد الصّلاة، فإنه مع ذلك لا يمكن تصوير مرتبة واحدة من المراتب العالية لتكون الموضوع له.
4- تصوير الشيخ الحائري و السيد البروجردي
و بعد الفراغ عن صور الجامع البسيط الماهوي، و الجامع البسيط الوجودي، و الجامع الذاتي التركيبي، تصل النوبة إلى الجامع العَرَضي، و هو تصوير جماعة منهم: الشيخ الحائري و السيد البروجردي، غير أنّ الأول جعله «التعظيم» و الثاني: «التخشّع».
قال السيد البروجردي [1] بعد ما نصَّ على أن لا سبيل لتصوير الجامع الذاتي أصلًا-:
و أمّا الجامع العرضي ... الذي يخطر ببالنا: إنّ حال المركّبات العباديّة كالصلاة و الصوم و الزكاة و أمثال ذلك، حال المركّبات التّحليلية، كالإنسان و نظائره، فكما أنّ الإنسان محفوظ في جميع أطوار أفراده، زادت خصوصيّة من الخصوصيّات أو نقصت، كان في أقصى مراتب الكمال أو حضيض النقص، و ذلك لأن شيئيّة الشيء بصورته لا بنقصانه و لا بكماله، كذلك حال المركّبات الاعتبارية العباديّة، بمعنى أنه يمكن اعتبار صورة واحدة يمتاز بها كلّ واحدٍ من هذه المركّبات عن غيرها، و تكون تلك الصّورة ما به الاجتماع