أمّا في المقام الأوّل، فقد ذهب المحقق الخراساني إلى إمكان تحقّق الوضع بالاستعمال، إلّا أنه يحتاج إلى قرينةٍ تفيد كونه في مقام الوضع بواسطة الاستعمال، قال: و هذا الاستعمال ليس بحقيقةٍ و لا مجاز، أمّا أنه ليس بمجازٍ، فلأنّ الاستعمال المجازي مسبوقٌ بالوضع للمعنى الحقيقي، فتقام القرينة لإفادة المعنى المجازي، و المفروض هنا صيرورة اللّفظ حقيقةً بنفس الاستعمال، و أمّا أنه ليس بحقيقةٍ، فكذلك، لأنّ الاستعمال الحقيقي فرع للوضع، و المفروض تحقّق الوضع بهذا الاستعمال. هذا، و لا مانع من أنْ يكون اللّفظ غير متّصف بالحقيقة و لا بالمجاز، لوجود نظائر له، كما في استعمال اللَّفظ و إرادة شخص اللّفظ.
اشكال الميرزا على المحقق الخراساني
فأورد عليه المحقق النائيني بأنّ تحقّق الوضع بالاستعمال غير ممكن، لأنّ مقام الوضع يستدعي لحاظ كلٍّ من اللّفظ و المعنى باللّحاظ الاستقلالي حتى توجد العلقة الوضعيّة بينهما، أمّا مقام الاستعمال فمتقوّم بلحاظ اللّفظ باللّحاظ الآلي، لكونه في هذا المقام طريقاً و مرآةً للمعنى، فالمعنى هو ما ينظر، و اللّفظ هو ما به ينظر المعنى، فلو اريد الوضع بالاستعمال لزم اجتماع اللّحاظ الآلي و اللّحاظ الاستقلالي في اللّفظ، و اجتماع هذين اللّحاظين في