لكنّ ما ذكره (قدّس سرّه) لا ينسجم مع تصريحات أكابر الفلاسفة، كالشيخ و الخواجه و غيرهما، في تعريف العرض الذاتي، و كلّهم يجعلون ما ذكر من العرض الغريب لا الذاتي.
رأي السيد الخوئي
و في (المحاضرات) ما ملخّصه: إن أساس الإشكال أمران هما: الالتزام بأنّ البحث في العلوم لا بدّ و أن يكون من الأعراض الذاتيّة لموضوع العلم.
و الالتزام بأن العارض على الشيء بواسطة الخارج الأخص أو الداخل الأعم، من الأعراض الغريبة لا الذاتيّة.
قال: و يمكننا منع كلا الأمرين على سبيل منع الخلو، بأنْ يقال: كلّ مسألة ترتّب عليها الغرض الذي لأجله دوّن العلم فهي من مسائل ذاك العلم، سواء كان المحمول فيها من العوارض الذاتيّة لموضوع العلم أو لا، و الاختصاص في البحث عن الذاتي فقط لا دليل عليه بالخصوص.
قال: و لو سلّمنا لزوم ذلك، لأمكن دعوى أنّ العارض بواسطة الخارج الأخص أو الداخل الأعم، من العوارض الذاتيّة.
قال الاستاذ:
أمّا منع الأمر الثاني فكما ترى، لأنه ينافي ما اصطلحوا عليه.
و أمّا منع الأمر الأول، فقد سبقه إلى ذلك المحقق الأصفهاني، حيث ذكر أنّ كثيراً من مسائل العلوم يشتمل على البحث عمّا لا يكون عرضاً ذاتياً لموضوع العلم، من أجل دخله في الغرض المطلوب من تدوين ذاك العلم و بحوثه.
و قد قرّر شيخنا الاستاذ هذا الإشكال، حيث ذكر أن أدلّة القوم على تلك