و الجمل الناقصة كغلام زيد، فهذه كلّها موضوعة لإفادة التضييق.
و توضيحه: إنه قد تتعلَّق إرادة المتكلِّم لأنْ يفيد معنىً على إطلاقه، و قد تتعلَّق لأنْ يفيد حصّةً من المعنى بإيجاد ضيقٍ فيه، فمرةً يقول: الصلاة، و اخرى يقول: الصلاة في المسجد، فأوجد بواسطة «في» حصّة من الصلاة و أفادها. هذا بحسب الحصص.
و كذا الحال بحسب الحالات، فهو تارةً: يقول: زيد، و اخرى: يريد إفادة زيد في حالةٍ مخصوصة، فيأتي بحرفٍ أو بهيئةٍ للدّلالة على ذلك، كأنْ يقول جاء زيد راكباً، فبذلك يحصل نوع من التضييق في المعنى.
و كذا الكلام في الجمل التامّة، فقد يدلّل على الجلوس و يفيده، و قد يريد إفادة حصّةٍ من الجلوس، فيقول: جلس زيد، أو زيد جالس.
و هكذا يتحقق بالحروف التضييق في المعاني الاسمية، و لكلّ حرفٍ معناه الخاص، و به يتحقق التضيق بحسب معناه.
لا يقال: التضييق معنًى اسمي، فإذا كان المعنى الموضوع له الحرف هو التضييق، كان معنى الحرف معنًى اسميّاً.
لأنا نقول: الموضوع له الحرف ليس مفهوم التضييق، بل هو واقعه و مصداقه، فما يأتي إلى الذهن من لفظ التضييق هو مفهوم التضييق، و لكن التضييق الآتي إلى الذهن من «في» و «إلى» و «من» و غيرها هو مصداق التضييق.
مناقشات شيخنا الاستاذ
ثم ذكر الاستاذ دام بقاه بأنه: لا ريب في وجود التضييق و تحقّقه في