responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحفة الأزهار و زلال الأنهار في نسب أبناء الأئمة الأطهار نویسنده : الحسيني المدني، ضامن بن شدقم    جلد : 1  صفحه : 124

أيها الناس، اعلموا أن معاوية قد زعم إني رأيته للخلافة أهلا، و لم أر نفسي لها أهلا، فو اللّه لقد كذب معاوية و لعن نفسه بكذبه على اللّه، و على رسوله افترى، بل أنا و اللّه أحق بها و أولى الناس بالناس من أنفسهم في كتاب اللّه، و قد نص اللّه بذلك على جدي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم)، فصرح به مرارا، أقسم باللّه لو أن الناس بايعوني و أطاعوني فيما آمرهم به، و نصروني لأعطتهم السّماء قطرها، و الأرض بركاتها، و لما طمع فيها، و قد قال جدي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم): (ما ولت أمة أمرها لرجل قط و فيهم من هو أعلم منه، إلّا لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتّى يرجع إلى ملة عبدة العجل).

و قد ترك بنو اسرائيل هارون (عليه السّلام) و اعتكفوا على عبادة العجل و هم يعلمون أن هارون خليفة نبيهم موسى (عليه السّلام)، و قد تركت هذه الأمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام)، بعد ما قد سمعوا ما صرح به جدي رسول اللّه في حقه و عظم شأنه، حيث قال (صلّى اللّه عليه و آله و سلم): (يا علي أنت مني بمنزلة الرأس من الجسد، إلّا [انّه‌] لا نبي بعدي) [1]، و قد هرب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) من مكة مهاجرا إلى المدينة خوفا من قومه، حيث دعاهم إلى الإسلام و طاعة اللّه عز و جل و تركهم لعبادة الأصنام فلم يجيبوه، بل أهانوه و حصروه في الشّعب، ثمّ هاجر إلى المدينة، فلو وجد أعوانا عليهم لما هرب منهم، و وجد أبي أمير المؤمنين (عليه السّلام) أعوانا لما مكثت إلى الآن تدعي بامرة المؤمنين، و لو وجدت أنا أعوانا لما بايعتك.

و قد جعل اللّه تعالى هارون في سعة حين استضعفوه قومه، فكادوا يقتلوه، فلم يجد عليهم أعوانا، و قد جعل اللّه تعالى نبيه محمدا (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) في سعة حين فر من قومه، فلم يجد أعوانا عليهم، و قد جعل اللّه تعالى علي بن أبي طالب (عليه السّلام) في سعة حين حاربك فلم يجد أعوانا على محاربتك، فكذلك أنا في سعة من اللّه حين نكثت الأمة مبايعتها لنا فتركونا و بايعوا غيرنا ظلما و عدوانا، فلم نجد أعوانا، فإنما هذه سنن الأنبياء و المرسلين (صلوات اللّه عليهم أجمعين) حذو النعل بالنعل يتبع بعضها بعضا.


[1]. مسند احمد بن حنبل 1: 170، 177، 179، 182، 184، 185، 3: 32/ صحيح البخاري: باب فضائل اصحاب النبي 9/ صحيح الترمذي: باب مناقب 20/ ابن ماجه: مقدّمة/ 1.

نام کتاب : تحفة الأزهار و زلال الأنهار في نسب أبناء الأئمة الأطهار نویسنده : الحسيني المدني، ضامن بن شدقم    جلد : 1  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست