و فرش الزبيري، بحذاه، تحت أخرى، فقال الزبيري رافعا رأسه: لو كان في هذا النخل رطب لأكلنا منه، فقال الحسن (عليه السّلام): و إنك لتشتهي الرطب؟ قال: نعم، فرفع الحسن (عليه السّلام) يده إلى السّماء فدعا بكلام لم أفهمه، فاخضرت النخلة ثم صارت إلى حالها فأورقت و حملت رطبا، فقال الجمال:

و اللّه إن هذا سحر يؤثر، فقال الحسن (عليه السّلام): ويلك ليس بسحر، و لكن دعوة ابن نبي مستجابة، قال: فصعدوا إلى النخلة فصرموا ما فيها فكفاهم‌ [1].

أحمد بن محمد، و محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن، عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير، عن رجاله، عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام) قال: إن الحسن (عليه السّلام) قال: إن للّه مدينتين إحداهما بالمشرق، و الأخرى بالمغرب، عليهما سور من حديد، و على كل واحدة منهما ألف ألف مصراع و فيهما سبعون ألف ألف لغة تتكلم كل لغة بخلاف لغة صاحبها، و أنا أعرف جميع تلك اللغات و ما فيها و ما بينهما و ما عليهما حجة غيري و غير الحسين أخي‌ [2].

الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن علي النعمان، عن صندل، عن أبي أسامة [3]، عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام) قال: خرج الحسن (عليه السّلام) إلى مكة سنة ماشيا فورمت قدماه، فقال له بعض مواليه: [لو ركبت لسكن عنك هذا الورم، فقال: كلا، إذا ما أتينا هذا المنزل فإنّه يستقبلك أسود، و معه دهن فاشتر منه و لا تماكسه، فقال له مولاه:] [4] بأبي أنت و أمي ما قدمنا منزلا فيه أحد يبيع هذا الدواء، فقال (عليه السّلام): بلى إنّه أمامك دون المنزل، قال: فسار مليا فإذا هو بالأسود، فقال الحسن (عليه السّلام) لمولاه دونك الرجل فخذ منه الدهن و أعطه الثمن، فقال الأسود: يا غلام لمن أردت هذا الدهن؟ فقال: للحسن بن علي (عليه السّلام). قال: انطلق بي إليه، فأدخله عليه، فقال: بأبي و أمي لم أعلم أنك تحتاج إلى هذا و ترى ذلك و لست آخذ له ثمنا، إنما أنا مولاك، و لكن أدع اللّه عز و جل أن يرزقني ذكرا سويا يحبكم أهل البيت، و إني قد خلفت أهلي تمخض.

فقال (عليه السّلام): إنطلق إلى منزلك، فقد وهب اللّه لك ذكرا سويا و هو من شيعتنا و موالينا أهل البيت‌ [5].

قال في مطالب السؤول: روى أنّه (عليه السّلام) اغتسل و خرج من داره في حلة فاخرة، و بردة طاهرة،

[1]. الكافي 1: 384.

[2]. الكافي 1: 384- 385.

[3]. في ب: ابن أبي أسامة.

[4]. ساقط من ب و اكملته من الكافي.

[5]. الكافي 1: 385.