(إنّ الاتّفاق و الاتّحاد ليس من مقولة الأقوال، و لا من عالم الوهم و الخيال، و يستحيل أن توجد حقيقة الاتّفاق و الوحدة في أمّة ما لم يقع التناصف و العدل بينها بإعطاء كلّ ذي حقّ حقّه، و المساواة في الأعمال و المنافع، و عدم استئثار فريق على آخر) .
(قد بني الإسلام على دعامتين: توحيد الكلمة، و كلمة التوحيد، توحيد الخالق، و توحيد بين الخلائق) .
(تربط الأمّة الإسلاميّة ثلاث أواصر: إله واحد، و كتاب واحد، و قبلة واحدة) .
بل قد ترقّى كلامه ليشمل حتّى الوحدة بين المسلمين و غيرهم من الكتابيّين، حيث يقول: (وحدة الإيمان تدعو إلى وحدة اللسان، و وحدة اللسان و اللغة رابطة، و الرابطة إخاء، و أخوة الأدب فوق أخوة النسب، و هي التي توحّد العناصر المختلفة و المذاهب المغايرة، فالنصراني و اليهودي و المجوسي و الصابئي الذين يخدمون لغتنا و ثقافتنا و يسالموننا و يواسونا في السرّاء و الضرّاء و لا يساعدون الأعداء علينا و يحامون أوطاننا، هم إخوان المسلمين و داخلون في ذمّتهم، و يلزمهم حمايتهم، لهم ما للمسلمين و عليهم ما عليهم) .
أدبه
كان الفقيد واحدا من أولئك الأفذاذ الذين جمعوا بين العلم و الأدب، فلم يكن تفوّقه و انشغاله بالأوّل منهما مانعا له من تفوّقه و نبوغه في الثاني، فراح ينظم القصائد الواحدة تلو الأخرى، و كانت له فيها رؤية حاضرة و بديهة باهرة و يد طولى، و قد تصل إحداها إلى أكثر من ثلاث مائة بيت كلّها بتمام