و قد تولّد الشرّ في نفس بعض ورثته أن ينكر هذا الصنيع بإقامة دعوى في المحكمة الشرعيّة بالنجف محاولا بيعها، فانبرى له رعيل من الثقات معلنين شهادتهم بوقفيتها، كما أبرز المتولّي للمكتبة نصّ الوقفيّة، و كانت النتيجة انتصار الحقّ، و حكمت المحكمة بصحّة الوقفيّة.
و كثيرا ما كان يذكر المكتبة و يعبّر عنها في كتبه المطبوعة بأنّها: مكتبة الدنيا، بل مكتبة الآخرة.
و وصفها الشيخ محمّد هادي الأميني بأنّها مكتبة عامرة نفيسة 1 .
و وصفها الأستاذ جعفر الخليلي بقوله: (و كان لتلك المكتبة صدى كبير في الأوساط العلميّة) 2 .
مواقفه السياسيّة و الإصلاحيّة
لم يشغل الشيخ رحمه اللّه التأليف في الدين الّذي اتجّه إليه بكلّه عن حفظ ثغور المسلمين و كرامتهم، بل راح يسعى لحفظها أيضا.
ففي عام 1916 م ذهب مع السيّد اليزدي قدّس سرّه و رعيل من العلماء إلى الكوت للوقوف ضدّ القوات البريطانيّة المحتلّة.
و لا عجب في ذلك و هو المصلح المؤمن بأنّ من أهم وظائف الرجل الديني و واجباته الأولى معالجة الشؤون السياسيّة و التدخّل فيها و فهمها حقّ الفهم.
و كان يرى بأنّ المعني بمفهوم السياسة هو الوعظ و الإرشاد، و النهي عن