قال (قدّس سرّه): «الحقّ، وقوع الاشتراك [و المراد به الاشتراك اللّفظي بمعنى تعدّد الوضع للمعاني المتعدّدة] للنقل [أي نقل أهل اللّغة] و التبادر و عدم صحّة السلب بالنسبة إلى معنيين أو أكثر للفظ واحد». كما نرى ذلك في الأعلام الشخصيّة الموضوعة للأشخاص المختلفة، و نرى استعمال القرء في الطهر و الحيض و الأوّل: كقوله تعالى: ثَلاثَةَ قُرُوءٍ، جمع قرء. و الثاني: كقوله (صلى اللّه عليه و آله و سلّم):
دعي الصلاة أيّام أقرائك، أيضا جمع قرء. و كلفظ المولى للسيّد و العبد، ففي الدّعاء و زيارات الائمّة (عليهم السلام): السلام عليك يا مولاي، أنا مولاك عارف باولاك و اخراك. و العين للباكية و الجارية، و الأوّل: كقوله تعالى: الْعَيْنَ بِالْعَيْنِ في آية القصاص. و الثاني: كقوله تعالى: عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً.
ثمّ قال (قدّس سرّه): «و إن أحاله بعض؛ لإخلاله بالتفهّم المقصود من الوضع؛ لخفاء القرائن، [و هو مردود] لمنع الإخلال أوّلا، لإمكان الاتّكال على القرائن الواضحة، و منع كونه مخلّا بالحكمة ثانيا؛ لتعلّق الغرض بالإجمال أحيانا» [1]؛ لأنّ المصلحة قد لا تكون في التصريح في المورد الخاصّ، و هو أمر ممكن و واقع، كما نصّ عليه القرآن الكريم في قوله تعالى: مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَ أُخَرُ مُتَشابِهاتٌ، و إذا كان ممكنا في الفصيح كيف لا يكون ممكنا في غيره.