اعتراض نهائي و جوابه بملاحظة النّسبة بين الادلتين
أمّا الاعتراض فقد يقال: إنّه مع تسليم دلالة أخبار الاحتياط على الوجوب فسوف ترى أنّها تعترض الطريق عن تقدم أدلّة البراءة و عملها، فهل هناك مخلص آخر عن مشكلة الواقعة؟
جوابه: نعم، تلاحظ النسبة بين الأدلّتين، فبالإضافة الى الآيات المستدلّ بها على البراءة تكون النسبة بين الآيات الثلاث الاول و أدلّة الاحتياط هي التساوي، فبعد التعارض يتقدّم الدليل القرآني؛ لأنّه قطعي، و أدلّة الاحتياط أخبار آحاد، و قد تحقّق في بحث تعارض الأدلّة أنّ في هذه الحالة لا حجيّة للخبر الواحد.
و أمّا الآية الرابعة و الخامسة فقد عرفت أنّ لسانهما لسان نفي وجوب الاحتياط، فهما من أدلّة إبطالها فلا حاجة الى ملاحظة النسبة بينهما.
و أمّا أخبار البراءة- منها الحديث المعروف بحديث الرفع بمجموع ألسنته، و كذا حديث الحجب- فقد ظهر في صناعة تقريب دلالتهما على البراءة أنّ لهما الحكومة و التقدم على أدلّة الاحتياط، حيث إنّ لسانهما لسان نفيه، و سائر الأخبار تكون النسبة الملحوظة بينهما و بين أخبار الاحتياط هي التساوي، فبعد مرحلة التعارض تقدم جانب أدلّة البراءة ترجيحا لأجل قاعدة قبح العقاب