كان فاضلا محققا و عالما مدققا و ماهرا متقنا و متبحرا متتبعا، لم تر عين الزمان معادله و لا ألفى شائب الدهر مماثله.
له" حاشية مدونة على شرح اللمعة "رأيت منها كتاب الطهارة [2] ، و" حواشي متفرقة على كتاب المدارك "يظهر منهما سعة تتبعه و قوة فكره و دقة ذهنه و حسن سليقته. و لعمري ان اللآلي المنثورة الثمينة تعد عندها كالخزف، و اليواقيت العالية لا تحسب عندها شيئا و لا تستطرف.
قد أعمى رحمه الله في السنة الثالثة من سنه [3] ، و حصل مع عدم البصر، و برع وفاق كل ذي نظر.
حكى لي من أمرني بتأليف هذا الكتاب أدام الله ظله [4] : أن فاضلا من معاصري
[1] خليفة سلطان ، و يعرف بـ" سلطان العلماء "أيضا، اسمه السيد حسين بن رفيع الدين محمد الحسيني المرعشي ، من أعاظم علماء عصره، و توفي سنة 1064. انظر : الكنى و الألقاب 2/319.
[2] في الذريعة 6/90: خرج منها مجلد كبير من أول الطهارة إلى آخر التيمم مبسوطا.
[3] و قيل انه كان عمره لما كف ثلاثا و ثلاثين سنة، و قد أعمي بامر الشاه صفي الصفوي ( 1038 - 1051 ) .