ذلِكَ وَ ما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ إِلَى قَوْلِهِ مُعْرِضُونَ قَالَ إِنَّهَا نَزَلَتْ فِي رَجُلٍ اشْتَرَى مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَرْضاً ثُمَّ نَدِمَ وَ نَدَّمَهُ أَصْحَابُهُ فَقَالَ لِعَلِيٍّ ع لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا فَقَالَ لَهُ قَدْ اشْتَرَيْتُ وَ رَضِيتَ فَانْطَلِقْ أُخَاصِمْكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ لَا تُخَاصِمْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ انْطَلِقْ أُخَاصِمْكَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَ عُمَرَ أَيَّهُمَا شِئْتَ كَانَ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ قَالَ عَلِيُّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع لَا وَ اللَّهِ وَ لَكِنْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص بَيْنِي وَ بَيْنَكَ فَلَا نَرْضَى بِغَيْرِهِ[1] فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هَذِهِ الْآيَاتِ وَ يَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالرَّسُولِ وَ أَطَعْنا إِلَى قَوْلِهِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.
و قوله تعالى قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَ عَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ وَ إِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَ ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ.
تأويله
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ رَحِمَهُ اللَّهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عِيسَى بْنِ دَاوُدَ النَّجَّارِ عَنِ الْإِمَامِ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ مِنَ السَّمْعِ وَ الطَّاعَةِ وَ الْأَمَانَةِ وَ الصَّبْرِ وَ عَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ مِنَ الْعُهُودِ الَّتِي أَخَذَهَا اللَّهُ عَلَيْكُمْ فِي عَلِيٍّ وَ مَا بَيَّنَ لَكُمْ فِي الْقُرْآنِ مِنْ فَرْضِ طَاعَتِهِ وَ قَوْلُهُ وَ إِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا أَيْ وَ إِنْ تُطِيعُوا عَلِيّاً تَهْتَدُوا وَ ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ هَكَذَا نَزَلَتْ.
[1] ما بين المعقوفين ساقط في د، م. و في د:« فلا رضا، فأنزل اللّه» و في م:« فلا تغير، فأنزل اللّه».