سورة المائدة و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة ع
منها قوله تعالى الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً ....
تأويله الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ فرائضي و حدودي و حلالي و حرامي بتنزيل أنزلته و إثبات أثبته لكم فلا زيادة و لا نقصان عنه بالنسخ بعد هذا اليوم و هو يوم الغدير
عَلَى مَا رَوَاهُ الرِّجَالُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ بَعْدَ نَصْبِ النَّبِيِّ عَلِيّاً ص بِغَدِيرِ خُمٍّ بَعْدَ مُنْصَرَفِهِ[1] مِنْ حِجَّةِ الْوَدَاعِ وَ هِيَ آخِرُ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ تَعَالَى[2].
وَ رَوَى أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ رِجَالِهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص دَعَا النَّاسَ إِلَى عَلِيٍّ ع يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ وَ أَمَرَ بِقَلْعِ مَا تَحْتَ الشَّجَرِ مِنَ الشَّوْكِ وَ قَامَ فَدَعَا عَلِيّاً ع فَأَخَذَ بِضَبْعَيْهِ[3] حَتَّى نَظَرَ النَّاسُ إِلَى إِبْطَيْهِ وَ قَالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ ثُمَّ لَمْ يَفْتَرِقَا حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ
[1] في م:« بعد انصرافها».
[2] مجمع البيان: ج 3 ص 159.
[3] الضبع- بالفتح-: وسط العضد، الابط.