نام کتاب : تاريخ معالم المدينة المنورة قديماً و حديثاً نویسنده : الخياري، أحمد ياسين جلد : 1 صفحه : 325
و قال المجد: لا أدري كيف وقعت المسارعة من هؤلاء الأعلام إلى إثبات و هم في الحديث المتفق على صحته بمجرد ادعاء أن أهل المدينة المنورة لا يعرفون جبلا يسمى ثورا. و ذكر احتمال تطرق التغير في الأسماء و النسيان لبعضها. و قال: حتى إني سألت جماعة من فقهاء المدينة المنورة و أمرائها و غيرهم من الأشراف عن (فدك) ، و هي قرية كانت لرسول الله صلى اللّه عليه و سلم، و هي التي طالبت فاطمة الزهراء أبا بكر الصديق بأن يورثها إياها، فروى لها الحديث: «نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة» [1] ، سألتهم عن مكانها فكلهم أجابوا بعدم معرفة موضع يسمى بذلك في بلادهم، مع أن هذه القرية لم تبرح من أيدي الأشراف و الخلفاء يتداولونها إلى أواخر الدولة العباسية، فكيف بجبل صغير لا يتعلق به كبير أمر، مع أنه معروف بين أهل العلم بالمدينة المنورة. و لعل بعض الحفاظ وصفه بذلك خلفا عن سلف. و قال الإمام البيهقي: بلغني عن أبي عبيدة أنه قال في"كتاب الجبال": بلغني أن بالمدينة المنورة جبلا يقال له: ثور [2] .
و قال المحب الطبري: أخبرني الثقة الصدوق الحافظ العالم المجاور لحرم رسول الله صلى اللّه عليه و سلم البصري أن حذاء جبل أحد عن يساره جانحا إلى ورائه جبل صغير يقال له ثورا، أو أخبر أنه تكرر سؤاله عنه الطوائف من العرب العارفين بتلك الأراضي، و ما فيها من الجبال، فالكل أخبر أن ذلك الجبل اسمه ثور.
قال الطبري: فعلمنا بذلك أن ما تضمنه الحديث صحيح، و عدم علم
[1] رواه أحمد في مسند المكثرين برقم 9593، و هو متفق عليه بلفظ (لما نورث ما تركنا صدقة) فهو عند البخاري في المغازي برقم 3730 و مسلم في المغازي أيضا برقم 3307.