عادة ذهب يرومها من غيرك فقتل، فأمر له بمائة ناقة و دية الكلب، قال: هل قلت في هذا شعرا؟. قال: نعم. فأنشده:
عوى بعد ما شال السماك بزورة # و طاب عهدا بعده قد تنكّرا
و شبّت له نار من الليل شبّهت # له نار أسماء بن حصن فكبّرا
فلاقى أبا حيّان عارض قومه # على النّار لمّا جاءها متنوّرا
فما رامها حتى اكتسى من روائه # رداء كلون الأرجواني أحمرا
فقال يلوم النفس ما خفت ما أرى # و ورد المنايا مدرك من تأخّرا [1]
الفرزدق و الذئب
نزل الفرزدق بالغريّين فعراه بأعلى ناره ذئب فأبصره مقعيا يصئ، و مع الفرزدق مسلوخة فرمى إليه بيد فأكلها، فرمى إليه بما بقي فأكله، فلمّا شبع ولّى عنه، فقال:
و ليلة بتنا بالغريّين ضافنا # على الزاد موشى الذراعين أطلس
تلمّسنا حتى أتانا و لم يزل # لدن فطمته امّه يتلمّس
فلو أنّه إذ جاءنا كان دانيا # لألبسته أو أنّه كان يلبس
و لكن تنحّا جنبه بعد ما دنا # فكان كقاب القوس أو هو أنفس
قاسمته نصفين بيني و بينه # بقيّة زادي و الركائب نعّس
و كان ابن ليلى إذ قرى الذئب زاده # على طارق الظلماء لا يتعبّس [2]
أبو زبيد و الأسد
قال شعبة للطرماح بن حكيم: ما شأن أبي زبيد و شأن الأسد، فقال: إنّه لقيه بالنجف، فلمّا رآه سلح من فرقه. و قال مرّة أخرى: فسلحه، فكان بعد ذلك يصفه كما رأيت. [3]