سفن البحر ترفأ إلينا في هذا النجف بمتاع الهند و الصين و أمواج البحر تضرب ما تحت قدمك، و رأيت المرأة من أهل الحيرة تأخذ مكتلها فتضعه على رأسها لا تزوّد إلى رغيفا فلا تزال في قرى عامرة و عمائر متّصلة و أشجار مثمرة و مياه عذبة حتى ترد الشام، و تراها اليوم قد أصبحت يبابا، و كذلك دأب اللّه تعالى في البلاد و العباد. [1]
إمامهم الضّب
أخرج العياشي، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن رجل من الأنصار، قال:
خرجت أنا و الأشعث و جرير البجلي حتّى إذا كنّا بظهر الكوفة بالفرس [2] ، مرّ بنا ضبّ فقال الأشعث و جرير: السلام عليك يا أمير المؤمنين-خلافا على علي بن أبي طالب عليه السّلام-فلمّا خرج الأنصاري قال لعلي عليه السّلام، فقال علي: "دعهما فهو إمامهما يوم القيمة، أما تسمع اللّه تعالى يقول: نُوَلِّهِ مََا تَوَلََّى " [3] . [4]
اهلّ لغير اللّه
قال ابن أبي حاتم: حدّثنا أبي، حدّثنا أحمد بن يونس، حدّثنا ربعي، عن عبد اللّه، قال: سمعت الجارود بن أبي سبرة، قال: هو جدّي، قال:
كان رجل من بني رباح يقال له ابن وائل و كان شاعرا نافر غالبا أبا الفرزدق بماء بظهر الكوفة، على أن يعقر هذا مئة من إبله و هذا مئة من إبله إذا وردت الماء، فلمّا وردت الماء قاما إليها بسيفيهما فجعلا يكسفان عراقيبها، قال: فخرج الناس على الحمرات و البغال يريدون اللحم، قال: و علي بالكوفة، قال: فخرج علي على بغلة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله البيضاء و هو ينادي: يا أيّها الناس لا تأكلوا من لحومها فإنّها أهلّ بها لغير اللّه. [5]