responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ النجف الأشرف نویسنده : عبد الزراق حرز الدين    جلد : 1  صفحه : 540

الشهيرين الخورنق و السدير، و يقال له: "فارس حليمة". طال عمره، و زهد عند اكتهاله، و استعاض عن رداء الملك بقباء النسك، و انصرف سائحا في البلاد، فانقطع خبره، بعد أن حكم نحوا من ثلاثين سنة. [1]

أخرج الطبري، عن هشام، قال: كان النعمان بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس قد غزا الشام مرارا و أكثر المصائب في أهلها و سبى و غنم، و كان من أشدّ الملوك نكاية في عدوّه و أبعدهم مغارا فيهم، و كان ملك فارس جعل معه كتيبتين يقال لإحداهما دوسر و هي لتنوخ و للأخرى الشهباء و هي لفارس، و هما اللتان يقال لهما القبيلتان، فكان يغزو بهما بلاد الشام و من لم يدن له من العرب.

قال: فذكر لنا و اللّه أعلم أنّه جلس يوما في مجلسه من الخورنق فأشرف منه على النجف و ما يليه من البساتين و النخل و الجنان و الأنهار ممّا يلي المغرب و على الفرات ممّا يلي المشرق و هو على متن النجف في يوم من أيام الربيع فأعجبه ما رأى من الخضرة و النور و الأنهار، فقال لوزيره و صاحبه: هل رأيت مثل هذا المنظر قط؟. فقال:

لا، لو كان يدوم. قال: فما الذي يدوم؟. قال: ما عند اللّه في الآخرة. قال: فبما ينال ذاك قال بتركك الدنيا و عبادة اللّه و التماس ما عنده. فترك ملكه من ليلته و لبس المسوح و خرج مستخفيا هاربا لا يعلم به. و أصبح الناس لا يعلمون بحاله، فحضروا بابه فلم يؤذن لهم عليه كما كان يفعل فلمّا أبطأ الإذن عليهم سألوا عنه فلم يجدوه. [2]

و في ذلك يقول عدي بن زيد العبادي في قصيدة مطلعها:

أيّها الشامت المعيّر بالدهـ # ر أ أنت المبرّأ الموفور

أم لديك العهد الوثيق من الأيا # م بل أنت جاهل مغرور

من رأيت المنون خلّدن أم من # ذا عليه من أن يضام خفير


[1] الأعلام: 8/35.

[2] تاريخ الطبري: 1/500.

نام کتاب : تاريخ النجف الأشرف نویسنده : عبد الزراق حرز الدين    جلد : 1  صفحه : 540
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست