و قد تقدّم في الفصل الثاني عشر تحقيقا في أنّ نهر السدير الذي ذكره المؤرّخون هو خندق سابور (كري سعد) بعينه.
و يبعد هذا الخندق عن مدينة النجف الأشرف المسوّرة القديمة قرابة خمس كيلومترات، هذا قبل توسعة مدينة النجف و ازدهارها بإحداث الأحياء الجديدة المتّصلة بها، فكان الحدّ الفاصل بين النجف و الكوفة هو"خندق سابور".
21-جبل الطور
هو قطعة جبل تقع خلف مدينة النجف القديمة المسوّرة، تمتد من شرقيّها إلى شمالها. و كانت قد أنشئت إلى جنبه القلعة العسكرية العثمانية [1] في النجف قرب خندق سور البلد الأخير السادس.
و كان الجبل بارزا يأوي إليه الحمام الأزرق الذي جلبه الشاه عباس الأوّل الصفوي من الهند إلى العتبات المقدّسة في العراق، و المعروف بحمام الحضرة تارة، و الطوراني-نسبة إلى هذا الجبل-تارة أخرى. و هذا الجبل غطّاه تراب عمارة البلد اليوم. [2] ذكره شيخنا محمد حرز الدين، و قال في أبيات له:
إلى الذكوات البيض خفّت مطيّتي # فلاح لها قبر الوصي فحنّت
و هيّجها العهد القديم من الهوى # بوادي الحمى بين الرحال فأنّت
و لمّا رأت طور الغري يحوطه # سنا القبّة العليا حنّت و رنّت [3]
[1] صار بمكانها مدرسة الغري الأهليّة و ملحقاتها، و قد هدمت هذه المدرسة في توسعة الشارع المحاذي لسور المدينة.